أنت هنا

3 ربيع الأول 1426
فلسطين المحتلة – المسلم

تفاقمت الأزمة الداخلية التي يعيشها الكيان الصهيوني بسبب خطة الانسحاب من غزة والضفة الغربية، بعد سلسلة أحداث أدت إلى مخاوف حقيقية من نشوء حرب أهلية بين اليهود في فلسطين المحتلة.

حيث قال (رئيس الحكومة الإسرائيلية) آريل شارون في وقت سابق من اليوم الاثنين، خلال مقابلة صحفية أجرتها معه شبكة "إن.بي.سي" الأمريكية: " إن الأجواء في (إسرائيل) وحالة التوتر تبدو وكأننا عشية حرب أهلية".


وأشار شارون إلى العداء الذي بات يلاقيه شخصياً من قبل جماعات يهودية عديدة، وحالة العداء التي ظهرت لتقسم الشارع السياسي والشعبي في الكيان الصهيوني بالقول: " لقد دافعت طيلة حياتي عن اليهود وتجدني الآن لأول مرة أدافع عن نفسي منهم".

ورفع الأمن الإسرائيلي مؤخراً من مستوى حماية شارون، بعد المواقف المعارضة له من قبل جماعات يهودية متطرفة، خوفاً من عملية اغتيال تؤدي إلى تصفيته، كما حدث مع (رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق) إسحاق رابين، الذي اغتيل بعد توقيعه اتفاقية أوسلو مع الجانب الفلسطيني !

وكانت حالة التأهب الأمنية التي ظهرت يوم أمس الأحد، بعد دعوى أحد الأحزاب اليهودية المتطرفة لاجتياح المسجد الأقصى، أظهرت عمق الخلاف بين الحكومة وبين المستوطنين اليهود، الذين يرون خطة إخلاء مستوطنات يهودية مقامة على الأراضي الفلسطينية بمثابة هزيمة نفسية لهم.

وخلال الأشهر الماضية، واجه شارون أزمات سياسية عديدة بسبب إصراره على تنفيذ خطة الانسحاب من غزة، والتي سيتم بموجبها إجلاء نحو 9500 مستوطن يهودي، وتسليم هذه المستوطنات للفلسطينيين.

وتأتي هذه الخطة بعد سلسلة من الهجمات المسلحة التي قامت بها المقاومة الفلسطينية المسلحة، خلال انتفاضة الأقصى منذ أكثر من 4 سنوات تقريباً.
حيث أظهرت الهجمات المتكررة للمقاومة الفلسطينية مدى سهولة اختراق تحصينات الأمن الإسرائيلي، عبر تنفيذ العمليات الفدائية والهجومية.
كما طورت المقاومة الفلسطينية صواريخ محلية الصنع، باتت تصل إلى المستوطنات الإسرائيلية في غزة والضفة بكل سهولة.

وقد أكد اليهود المتطرفون أنهم سيجرون الشهر القادم، محاولة أخرى للتجمهر في المسجد الأقصى الشريف، من أجل إرغام آلاف الشرطة والأمن الإسرائيلي، لترك أعمالهم، والتواجد في محيط الأقصى.
وهي الخطة التي يودون تنفيذها بحال الإعلان عن بدء الخطط الرامية لإجلاء المستوطنين اليهود.

وكانت جماعات من الجيش الإسرائيلي قد أعلنت في وقت سابق أنها قد تضطر لترك الخدمة، أو عصيان الأوامر، بحال وجهت إليهم أوامر بإخلاء المستعمرات اليهودية في الضفة وغزة.
كما شهدت حالات سابقة تم خلالها إخلاء مستعمرات صغيرة، إلى نشوء اقتتال بين المستوطنين ورجال الشرطة.

وقررت الحكومة الإسرائيلي سحب سلاح المستوطنين اليهود في المستعمرات التي تود إخلائها، قبل تنفيذ عمليات الإخلاء، خوفاً من حدوث مواجهات مسلحة بين قوات الأمن والمستوطنين اليهود.