أنت هنا

2 ربيع الأول 1426
عواصم - المسلم

شهدت بعض الدول العربية اليوم الأحد مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في دفاعهم عن الأقصى الشريف، بعد التهديدات اليهودية المتطرفة بالمساس به، وقيام آلاف الفلسطينيين بالتجمع في الأقصى دفاعاً عنه.

حيث شهدت الأردن ومصر ولبنان اليوم مظاهرات وصفتها بعض وسائل الإعلام بأنها مظاهرات "لنصرة المسجد الأقصى".

ففي الأردن، تجمهر المئات من الطلبة الذين وصفوا "بالإسلاميين" ! في مظاهرة تحذر من المساس بالمسجد الأقصى، في واحدة من أكبر الجامعات في العاصمة عمان.
إلا أن الشرطة الأردنية أغلقت عليهم أبواب الجامعة، ومنعتهم من الخروج إلى الشوارع، من أجل عزل المظاهرة وجعلها مقتصرة على الطلاب في الجامعة فقط.

وكعادتهم، قام طلبة ملثمين بحرق العلمين الإسرائيلي والأميركي! مطالبين الحكومة الأردنية بإلغاء معاهدة السلام المفترضة مع الحكومة الإسرائيلية، وبإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان،
وحمل الطلاب لافتات منددة بالاتفاقيات العربية المخزية مع الإسرائيليين، وهتفوا ضد الإسرائيليين.

وكانت الحكومة الأردنية حذرت يوم أمس السبت؛ من دخول إسرائيليين متطرفين إلى المسجد الأقصى قائلة: " إن أي تصرف من هذا النوع سيهدد السلام والاستقرار والأمن في المنطقة".
وقال مسؤول أردني: "تعرب الحكومة عن استنكارها لأي عمل من شأنه أن يهدد الحرم القدسي الشريف". !
وقالت الحكومة: " إنها قامت باتصالات لتأمين الحماية للحرم، وذلك لدور الأردن في حراسة المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين المحتلة".
وكان الملك الأردني حصل على اعتراف من الحكومة الإسرائيلية (!!) بموجب اتفاق السلام الموقع بينهما عام 1994م، بأن تبقى الأردن كحارس للمقدسات الإسلامية والمسيحية حتى بعد احتلال الضفة الغربية والقدس الشرقية في حرب عام 1967م".

وفي مصر، احتشد آلاف الطلاب في جامعتي القاهرة والإسكندرية، للتنديد بما وصفوه المخطط الصهيوني لاقتحام الحرم الشريف.
وأكد المشاركون في المظاهرات التي نظمها التيار الإسلامي (!) كما وصفته وسائل الإعلام، ضرورة إعلان الجهاد ضد الكيان الصهيوني في حالة تنفيذ المستوطنين اليهود تهديداتهم؛ مطالبين الحكومات العربية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وإلغاء كافة أشكال التطبيع مع الإسرائيليين.
وندد المتظاهرون بالصمت الدولي إزاء تلك التهديدات وغض الطرف عنها وعدم توفير الحماية الدولية اللازمة للمقدسات الإسلامية في الأراضي المحتلة مطالبين الدول العربية والإسلامية بتحرك فوري وفاعل لحماية المسجد الأقصى.

إلا أن سلطات الأمن المصرية فرضت إجراءات مشددة لمنع الطلاب من تجاوز أسوار الجامعة أيضاً والخروج إلى الشارع !!

من جهته، حمّل عمرو موسى (الأمين العام لجامعة الدول العربية) الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية عن أي محاولة للمساس بالمسجد الأقصى، مؤكداً أن الجامعة تقوم حالياً بتحرك عالمي واسع من أجل حشد الجهود الدولية للضغط على (إسرائيل) لمواجهة أي عدوان على المسجد الأقصى".
وأضاف موسى أن الجامعة العربية على اتصال بالمسؤولين الأمريكيين (!) للتحذير من مغبة أي مساس بحرمة المسجد الأقصى والتنبه إلى أن أي محاولة في هذا الصدد ستثير مشكلات لانهاية لها.

وفي لبنان؛ شهد مخيم عين الحلوة، كبرى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين؛ مظاهرة قدر عدد المشاركين فيها بأكثر من خمسة آلاف شخص، دعت إلى نصرة المسجد الأقصى، وطالب المتظاهرون باستئناف العمليات العسكرية ضد الكيان الصهيوني.

وقال (ممثل حركة حماس في لبنان) أسامة حمدان: " إن من يتخيل أو يظن أن المسجد يمكن أن يكون موضعا للمساومة والتفاوض فهو واهم، ولذلك نقول بوضوح: إن العدوان على الأقصى سيقلب كل المعادلة وليس معادلة صراعنا مع اليهود وحسب وإنما معادلة الصراع على مستوى المنطقة."
أضاف مخاطباً المتظاهرين "إن الذين يتحدثون عن التهدئة عليهم أن ينسوها ويدفنوها في الرمال إذا ما جرى أي عدوان على الأقصى".
وبدأ الفلسطينيون انتفاضة في عام 2000م بعد أن قام شارون الذي كان حينئذ زعيم المعارضة الإسرائيلية بجولة في الحرم القدسي.