أنت هنا

2 ربيع الأول 1426
القدس المحتلة - المسلم

أكد الشيخ عكرمة صبري (مفتي الديار المقدسية)، أن الفلسطينيين لن ينتظروا استنكارات وإدانات الدول العربية والإسلامية والعالمية حول تحرك اليهود المتطرفين ضد الأقصى الشريف، مؤكداً أن الاعتماد على الله _سبحانه وتعالى_ هو أول ما يحرك الفلسطينيين، ثم اعتمادهم على أنفسهم.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه آلاف الفلسطينيين حالة الاستنفار القصوى داخل الحرم القدسي الشريف رغم العراقيل الإٍسرائيلية غير المسبوقة على مداخل مدينة القدس المحتلة ومحيط البلدة القديمة، لحمايته من أي اعتداء محتمل من قبل المتطرفين اليهود الذين يعتزمون اقتحامه اليوم الأحد.

وأكد (مدير المسجد الأقصى) الشيخ محمد حسين أن أكثر من 30 ألف فلسطيني من القدس يتواجدون داخل المسجد الأقصى المبارك، حيث استطاع أكثر من 15 ألف فلسطيني شاب التسلل يوم أمس إلى الحرم القدسي من أجل التصدي للمتطرفين اليهود، الذين دعاهم حزب (رفافاه) اليهودي المتشدد.

وحسب المصادر الأمنية، فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإٍسرائيلي (القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس) الشيخ حسن يوسف و2 من مرافقيه لدى خروجهم من مدينة القدس المحتلة في طريقه إلى رام الله وسط الضفة الغربية.
وكان الشيخ حسن يوسف قد دخل إلى الحرم القدسي الشريف منذ أمس، للمرابطة للدفاع عن الأقصى، وشكل الإعلان عن وجوده في الحرم صفعة قوية لقوات الاحتلال الإسرائيلية التي لم تعلم بدخوله.

وأوضح مرافق الشيخ حسن يوسف أن قوات الاحتلال اعترضت الشيخ يوسف و2 من مرافقيه على حاجز ضاحية البريد في طريقه إلى رام الله للتحقيق معه، بتهمة "دخوله القدس بدون تصريح " !!

وقد أصيب 12 فلسطيني على الأقل خلال اشتباكات وقعت بين الشرطة الإٍسرائيلية وشبان فلسطينيين حاولوا الدخول إلى الحرم القدسي للدفاع عن الأقصى.
وقام رجال الشرطة بإلقاء قنابل صوتية لتفريق الفلسطينيين المحتشدين عند باب الأسباط في المدينة القديمة في القدس الشرقية المحتلة .

من جهته، أكد (خطيب المسجد الأقصى المبارك والمفتي العام للقدس والديار الفلسطينية رئيس هيئة العلماء والدعاة) عكرمة صبري أن المسجد الأقصى أسمى من أن يكون موضوع مساومة، وأن الأقصى بيت المسلمين وحدهم ولا علاقة لليهود به.
ورفض الربط الذي ادعاه المتطرفون اليهود حول المسجد الأقصى.

وقال الدكتور عكرمة صبري الذي يشارك حالياً في اجتماعات الدورة السادسة عشرة لمجمع الفقه الإسلامي في دبي: " إن استنفار أهل فلسطين يحول دون تنفيذ اليهود لمخططاتهم العدوانية وأسلحة الفلسطينيين أمام ذلك هي أرواحهم في سبيل الدفاع عن القدس".
وأضاف بأن الفلسطينيين لن يعولوا على الموقف الدولي أو العربي والإسلامي، وإنما سيعتمدون على الله _سبحانه وتعالى_ أولاً ثم أنفسهم لمعالجة الأمور على ارض الواقع ولن ينتظروا الاستنكارات ولا الإدانات.

وأكد الشيخ صبري أن الأقصى جزء من إيمان وعقيدة المسلمين، وليس من حق اليهود ممارسة الشعائر الدينية بداخله كما يريدون، مشيراً إلى أن المعركة عقائدية وليست سياسية.
وأشار إلى أن الهدف البعيد لليهود هو هدم الأقصى وبناء هيكل سليمان مكانه، وقد بنوا المجسم بالفعل ليقيموه مستقبلاً على أنقاض الأقصى، وهم يريدون تنفيذ مآربهم العدوانية على مراحل، أولاً الصلاة في باحات الأقصى، ثم تقسيمه فالسيطرة عليه.