أنت هنا

20 صفر 1426
القاهرة - وكالات - المسلم

تواصلت المظاهرات المنددة بالقوانين الأمنية القاسية التي تفرضها الحكومة المصرية على الشعب منذ سنوات عديدة، وسط تنامي حالة الإعلان عن رفض استمرار حكم (الرئيس المصري) حسني مبارك، في مشاهد تعد الأولى من نوعها في مصر.

وتعيش مصر حالة طوارئ منذ تسلم الرئيس المصري مقاليد الحكم قبل أكثر من 24 عاماً، والذي لا يزال على رأس السلطة منذ ذلك التاريخ، عبر منع أي مرشح منافس خلال الانتخابات الشكلية.

ولم يكن باستطاعة أحد في السابق التنديد باستمرار حكم مبارك، إلا أن موجة التغيير التي بدأت تظهر في المنطقة، والشعب الذي تحاصره المشاكل الاقتصادية والمعيشية بشكل يومي، أوجد حالة جديدة في الشارع المصري.

حيث تجددت المظاهرات اليوم الأربعاء، الرافضة لقانون الطوارئ واستمرار حكم الرئيس مبارك في العاصمة القاهرة، وسط محاولات أمنية مشددة لتفريقها.

وتحاول السلطات المصرية إفشال أية مظاهرة، حيث اعتقلت مؤخراً عشرات الناشطين في جماعة الإخوان المسلمين الذين حاولوا التظاهر أمام البرلمان، للمطالبة بتعديل قانون الترشح للانتخابات الرئاسية.

ونظم طلاب جامعة القاهرة المنتمين إلى التيار الإسلامي اليوم مظاهرة، طالبوا فيها بإلغاء قانون الطوارئ، وتعديل الدستور وبالإصلاح.
وردد المتظاهرون هتافات تشيد بالجماعات الإسلامية، ورفعوا لافتات تطالب بتعديل حقيقي للدستور، وبحرية تشكيل الأحزاب، منديين بالتعذيب وبالمحاكم العسكرية.

وحاولت سلطات الأمن المصرية منع المظاهرة التي دعت إليها الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية)، وألقت القبض على ناشطين في الحركة وهددت آخرين بالاعتقال.

وانتشرت قوات مكافحة الشغب بشكل مكثف منذ صباح اليوم في المدن المصرية الثلاث التي دعت الحركة للتظاهرة فيها، وهي القاهرة والإسكندرية والمنصورة.
وتمركزت قوات الأمن في محيط المباني الحكومية والسفارتين الأميركية والبريطانية.

كما عمدت السلطات إلى نشر الشرطة على جميع مفترقات الطرق وفي أبرز ساحات العاصمة وعزلتها عن بعضها البعض.
وقررت حركة كفاية نقل مكان تظاهرتها في القاهرة من أمام مجلس الشعب (البرلمان) إلى مقر نقابة الصحفيين بعد أن طلبت الشرطة من المتظاهرين التفرق مهددة باعتقالهم.

وردد المتظاهرون أثناء مسيرتهم المحدودة نحو مقر نقابة الصحفيين شعارات مناهضة للرئيس المصري حسني مبارك تطالبه بالتنحي عن السلطة.

وفي الإسكندرية منعت سلطات الأمن الحركة من تسيير تظاهرتها واعتقلت 22 من الناشطين في الحركة. تزامن هذا مع نزول المئات من أنصار الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم إلى شوارع الإسكندرية في مظاهرة تأييد للرئيس حسني مبارك.

وقال المتحدث باسم كفاية عبد الحليم قنديل: " إن بين أبرز المعتقلين الدكتور محمد عباس والمهندس ربيع إدريس ومحمود الروبي (محام) وبلال حامد (قيادي عمالي)"، مشيراً إلى أنه رغم تلك الاعتقالات شارك 800 شخص في التظاهرة.

ونظمت "كفاية" منذ ديسمبر الماضي مظاهرات عدة غير مسبوقة في مصر للمطالبة بعدم التمديد لمبارك الذي يتولى الحكم منذ 24 عاماً، والذي يستعد لترشيح نفسه لولاية خامسة مدتها ست سنوات.

وبعد إعلان مبارك الشهر الماضي تعديل المادة 76 من الدستور بما يسمح بانتخاب رئيس البلاد بالاقتراع الحر المباشر بين أكثر من مرشح، ركزت احتجاجات المعارضة على المطالبة بتعديل دستوري حقيقي وعدم فرض قيود على الترشح لمنصب الرئيس.