أنت هنا

19 صفر 1426
بيروت - وكالات - المسلم

تواصل المعارضة اللبنانية تحقيق نجاحات على الصعيد الداخلي اللبناني، فيما يبدو أن الجانب الحكومي لا يزال يحاول إعادة التوازن إلى مكانته التي أصيبت بانتكاسة كبيرة إثر اغتيال (رئيس الوزراء السابق) رفيق الحريري.

فبعد التفجيرات التي لم يتم تحديد المسؤول عنها حتى الآن، وبعد الانسحاب السوري المتواصل من لبنان، أعلن عمر كرامي (المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية) اعتذاره عن تشكيل الحكومة بسبب العوائق التي وضعت أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقال كرامي بعد لقائه مساء اليوم الثلاثاء نبيه بري (رئيس مجلس النواب): " إن رفض المعارضة المشاركة في الحكومة حمله على الاعتذار".
وأضاف كرامي إنه وضع بري في صورة قراره بالاعتذار عن تشكيل الحكومة الجديدة، مضيفاً أن كل المواقف التي أعلنت من قبل المعارضة أكدت أنها لا تريد أن تشارك في تحمل المسؤوليات.

ولم توافق المعارضة اللبنانية على الدخول مع حكومة كرامي، مؤكداً موقفها الرافض للحوار أو التفاهم مع أي من أتباع الحكومة الحالية !
ورفضت المعارضة التي تنحي باللائمة على سوريا وحلفائها في مقتل الحريري الانخراط في أية حكومة قبل إجراء الانتخابات النيابية المقررة في مايو المقبل، والمهددة بالتأجيل إذا لم تشكل حكومة في أسرع وقت.

ولفت كرامي إلى أنه كان يريد تشكيل حكومة اتحاد وطني لمواجهة الأخطار التي نتجت عن اغتيال رفيق الحريري (رئيس الحكومة اللبنانية السابق)، وهي كثيرة ومدمرة على كل صعيد.
وقال: " إنه سيلتقي (الرئيس اللبناني) إميل لحود لإبلاغه قراره والإعلان النهائي".

وعلى صعيد متصل، قالت مصادر أمنية اليوم الثلاثاء: " إن رئيس المخابرات العسكرية اللبنانية الموالي لسوريا أخذ إجازة في أعقاب مطالبة المعارضة باستقالة القادة الأمنيين بعد اغتيال الحريري".
وهو ما يشير إلى حجم الضغط الكبير الذي تقوم به المعارضة اللبنانية ضد أجهزة الحكم اللبنانية المتهمة بالموالاة لسوريا.

يذكر أن حكومة كرامي كانت قد اضطرت للاستقالة في 28 فبراير الماضي بعد ضغوط شديدة من مظاهرات احتجاج حاشدة قادتها المعارضة في شوارع بيروت بعد اغتيال (رئيس الوزراء السابق) رفيق الحريري في 14 فبراير.

ونقلت صحيفة السفير اليوم الثلاثاء عن كرامي قوله: "قلت وما زلت عند موقفي من أنني لن أشكل حكومة عادية والظروف دقيقة، وتحتاج إلى عملية إنقاذ يشارك فيها الجميع وما دامت هذه الأمور لم تتوافر فسوف أبلغ إلى الرئيس لحود اعتذاري وسوف أعقد في وقت لاحق مؤتمراً صحفياً لشرح الموقف."

كما نقلت وكالة رويترز عن وئام وهاب (وزير البيئة في الحكومة المستقيلة) قوله عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء المكلف اليوم الثلاثاء: "أتوقع أن يستقيل كرامي يوم الخميس؛ لأن لديه غداً موعداً مع رئيس الجمهورية، والخميس هناك اجتماع مع لقاء عين التينة" الذي يجمع القوى والأحزاب الموالية لسوريا.

وفي حال استقالة كرامي فإن الرئيس إميل لحود سيعمد مجدداً إلى إجراء مشاورات نيابية من اجل اختيار رئيس وزراء جديد.

وأشارت المصادر إلى أن الشكل الجديد المطروح الآن هو حكومة مصغرة من شخصيات محايدة تتمتع بثقة جميع الأطراف من موالاة ومعارضة من أجل الإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة التي تريدها المعارضة في موعدها.