أنت هنا

17 صفر 1426
بيروت - وكالات - المسلم

كشفت قناة إخبارية عربية مساء أمس الاثنين، تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال (رئيس الحكومة اللبنانية السابق) رفيق الحريري، الذي أودى انفجار قوي بحياته في الـ14 من شهر فبراير الماضي، في العاصمة بيروت.

وبثت قناة (العربية) الإخبارية، شريط فيديو قالت: " إنه يصور اللحظات التي سبقت الانفجار الذي أودى بحياة الحريري"، والذي اطلعت عليه لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة.

وأظهر الشريط الذي يستغرق 90 ثانية شاحنة صغيرة يُعتقد أنها السبب الرئيس في الانفجار القوي الذي حدث في بيروت.
وحسب القناة الإخبارية، فإن الشريط تم تصويره من قبل كاميرات المراقبة الخاصة بالبنك البريطاني الموجود في محيط المنطقة التي شهدت عملية الاغتيال.

وأظهرت اللقطات شاحنة بيضاء صغيرة من طراز ميتسوبيشي موديل (1995- 1996م) تسير بسرعة أبطأ بأربع مرات من كل السيارات الأخرى التي تعبر الجزء نفسه من الطريق أمام البنك، وتتحرك بعيداً عن مجال الكاميرا قبل أن يغمر الكاميرا ضوء مبهر بثواني معدودة.
وقالت قناة العربية: " إنّ تحليل الوقت يظهر أنّ سيارة عادية تستغرق من ثلاث إلى أربع ثوان لعبور مسافة الخمسين إلى ستين متراً التي تغطيها الكاميرا، في حين أن الشاحنة الكبيرة تستغرق خمس إلى ست ثوان لعبور المسافة نفسها".
كما أظهر التحليل أن السيارة قطعت المسافة ب،22 ثانية، والتي تقطعها بقية السيارات بـ9 ثوان فقط.
كما تظهر اللقطات على ما يبدو موكب سيارات سوداء تسير في نفس اتجاه سير الشاحنة التي تقول القناة: " إنها كانت تسير أبطأ من المعتاد".
فيما دخلت الشاحنة موقع الانفجار قبل دقيقة و49 ثانية من موكب الحريري.
وقالت القناة: " إن التقديرات تشير إلى أنّه إذا تابعت الشاحنة بالسرعة نفسها لوصلت بالضبط إلى مركز الانفجار قبل حوالي دقيقة و9 ثوان من موكب الحريري، وإلى أنه لو تابعت الشاحنة رحلتها بالسرعة نفسها دون توقف لتأثرت بقوة الانفجار وبقيت على الأرجح في موقع الانفجار بعد حدوثه."

ويتوقع أن يكون سير الشاحنة ببطء، نتيجة حملها للمتفجرات التي تزن نحو طن (1000 كيلوغرام)، أو بسبب أنها كانت تتلقى تعليمات لسيرها، من أجل مزامنة وصول موكب الحريري إلى المنطقة.

وقال فريق الأمم المتحدة: " إنه يعتقد أن التفجير الذي قتل الحريري ربما كان سببه هجوم تفجيري بشاحنة ميتسوبيشي تحمل طناً من مادة تي.إن.تي. المتفجرة".

وقالت قناة العربية: " إن فريق تقصي الحقائق التابع للأمم المتحدة الذي أُرسل إلى لبنان للتحقيق في ملابسات اغتيال الحريري وأسبابه والعواقب المترتبة عليه شاهد شريط الفيديو المذكور".
وأكّد متحدث باسم الأمم المتحدة أنّ الشريط الذي بثّته قناة العربية هو نفسه الذي حمله فريق تقصي الحقائق إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

ونقلت القناة عن جهته مصطفى العاني ( المحلل السياسي في مركز الخليج للدراسات والأبحاث) تفسيره لبطئ سير السيارة المشبوهة، ومصيرها بعد اختفائها عن عدسة كاميرا البنك البريطاني بأنها سارت ببطء لعدة احتمالات، أهمها حمولتها لطن (1000 كيلو غرام) من المتفجرات، إضافة إلى أن سائقها لم يكن يسير على هواه في الأرجح، بل يرجح أن يكون يسير عبر تعليمات كان يتلقاها من الشبكة المدبرة للتفجير.
وأشار العاني إلى أن السيارة ربما استطاعت التوقف في مكان سيارة أخرى كانت تنتظرها، لتقل سائقها بعد إيقافه للسيارة التي تحمل المتفجرات، والتي من الراجح أن المنفذين يمتلكون أدوات التحكم بها.

وفي التحليل الذي اعتمد على صور شبه واضحة رصدتها الكاميرا، وأعقبها شرح بالغرافيك، قدمت العربية تحليلاً يتوافق مع توجهات وتحقيقات الفريق الدولي الذي يشتبه بضلوع سيارة البيك آب موديل 1995 أو 1996م، والذي طالب السلطات اللبنانية بإجراء مزيد من التحقيق حول السيارة باعتبارها أكثر مشتبه به في الحادث.