أنت هنا

16 صفر 1426
بيروت - المسلم

بعد أن أعلنت الشرطة اللبنانية أن الجيش السوري فكك أمس الجمعة خمسة مواقع للدفاعات الأرضية أقامها منذ عام 1976م في شرق لبنان، دعا اليوم (الزعيم الدرزي المعارض) وليد جنبلاط (الذي بات أبرز قادة المعارضة)، رؤساء الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى الاستقالة فوراً، بحجة تمكن لجنة التحقيق الدولية من القيام بمهامها.

وقال جنبلاط في مؤتمر صحافي عقده في مقره بالمختارة في قلب منطقة الشوف الجبلية (جنوب شرق بيروت): " إن لجنة التحقيق لا تستطيع أن تقوم بمهمتها بشفافية وموضوعية إذا بقي قادة الأجهزة الأمنية في مواقعهم، ليرحلوا عنا سيف العدالة الدولية فوق رؤوسهم".

وبعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة، بات اسم جنبلاط يتردد كثيراً بسبب انتمائه للمعارضة سابقاً، واعتباره أحد الزعامات القديمة التي لا تزال تحتفظ بوجودها في لبنان، في وقت قتل أو اعتقلت أو أبعدت فيه زعامات معارضة، مثل: سمير جعجع، وميشيل عون، و(رئيس الوزراء السابق) رفيق الحريري، الذي تحول إلى المعارضة خلال أيامه الأخيرة، وهو ما حدا بالمعارضة لاتهام الحكومة اللبنانية والسورية باغتياله.

ورغم الطائفة البسيطة التي يتزعمها وليد جنبلاط (وهي الطائفة الدرزية التي تنحدر من جبال لبنان)، إلا أن اسمه بدأ بالظهور، في ظل عدم وجود أسماء كبيرة على الساحة السياسية اللبنانية، ومحاولته منذ البدء قيادة المعارضة، والمطالبة بين الحين والآخر بتنازلات من قبل القيادة اللبنانية.

وبعد أن أسفرت التحقيقات الأولية التي أجرتها لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، والتي أشارت إلى دور الوجود السوري في عدم استقرار المنطقة (!!)، دعا جنبلاط اليوم قادة الأجهزة الأمنية اللبنانية بالاستقالة بحجة تأمين عمل حر وشفاف للجنة الدولية التي تنادي بها المعارضة اللبنانية، كي تتولى التحقيق حول اغتيال الحريري.

كما أشار التقرير الدولي إلى وجود "شك قوي" بأن تتمكن لجنة التحقيق الدولية المستقلة من القيام بمهمتها بشكل مرض، وبأن تحصل على التعاون الإيجابي الضروري من السلطة المحلية إذا بقيت قيادة الأجهزة الأمن اللبنانية الحاضرة، وذلك وفق النص المترجم وغير الرسمي للتقرير الذي نشرته الجمعة كل الصحف اللبنانية.

من جهة أخرى، أكد (المحامي الاختصاصي في قانون الجزاء الدولي) شبلي ملاط اليوم السبت أن لجنة التحقيق الدولية في اغتيال (رئيس الحكومة السابق) رفيق الحريري التي أوصى مجلس الأمن الدولي بتشيكلها لها حق استجواب من تراه مناسباً مهما علا شأنه واتهامه إذا اقتضى الأمر، وفق ما أوصى به تقرير لجنة التقصي التابعة للأمم المتحدة.

وتحدث التقرير عن التهديدات التي وجهها (الرئيس السوري) بشار الأسد إلى الحريري من أجل إجباره على التمديد لرئيس الجمهورية إميل لحود، مشيراً إلى أن مصادر متعددة أكدت تقريباً بالوقائع الكاملة ما جرى في هذا الاجتماع.

وأوضحت البعثة بأنها لم تحصل على رواية عن اللقاء من جانب الأسد؛ لأن السلطات السورية رفضت طلب البعثة باللقاء معه.

يذكر أن الجنود السوريون أخلوا موقعين في مقنة وضهر العيون في السلسلة الشرقية على الحدود اللبنانية السورية.

وأزيل ليلة الخميس الحاجز الذي كان الجيش السوري يقيمه على الطريق بين دير الأحمر واليمونة، غير أنه لم يكن في وسع الشرطة اللبنانية التي أعلنت الخبر، أن توضح ما إذا كان الجنود السوريين أعيد نشرهم في مواقع أخرى من البقاع، أو أعيدوا نهائياً إلى سوريا.

ويأتي الانسحاب السوري من لبنان، بعد مظاهرات واعتصامات جماهيرية لبنانية كبيرة، للمطالبة بخروج القوات السورية.