أنت هنا

15 صفر 1426
واشنطن - المسلم

وافقت إدارة (الرئيس الأمريكي) جورج بوش يوم أمس الجمعة على صفقة بيع طائرات حربية من طراز (F-16) للحكومة الباكستانية (أحد أكبر حلفاء واشنطن في المنطقة) ما أثار حفيظة جارتها النووية الهند، التي أعلنت على الفور أن هذه الصفقة تعتبر تهديداً لأمنها.

ومنذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م، أصبحت إدارة (الرئيس الباكستاني) برويز مشرف إحدى أكبر حلفاء إدارة بوش التي احتلت أفغانستان وبدأت بعمليات عسكرية واسعة النطاق في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان لتتبع مقاتلي طالبان والقاعدة بعد الدعم الكبير الذي قدمه مشرف للقوات الأمريكية هناك.

وإثر ذلك، أعلن بوش باكستان دولة حليفة من خارج حلف الناتو، ما أهّلها لأن تعقد صفقات أسلحة متطورة مع الحكومة الأمريكية.. وهو ما أثار مخاوف الهند.

ويبدو أن اللعبة العسكرية التي تنتهجها الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في المنطقة تقضي بتصريف آلاف القطع العسكرية الأمريكية والإسرائيلية مقابل استنزاف المليارات من باكستان والهند، إذ جاءت هذه الصفقة مع باكستان بعد صفقة إسرائيلية هندية بلغت أكثر من مليار دولار خلال العام الماضي.. تسلمت بموجبها الهند طائرات روسية مطورة في تل أبيب بالإضافة لأنظمة مراقبة وأسلحة وعتاد عسكري ضخم ما أعطى نيودلهي ترجيحاً في كفة سباق التسلح الذي تجريه مع إسلام أباد منذ سنوات.

ثم عقدت واشنطن صفقة أسلحة مع إسلام أباد من أجل إعادة ترجيح كفة التوازن العسكري في المنطقة، في وقت تجري فيه واشنطن ونيودلهي مباحثات من أجل أن تتحول الهند إلى السلاح الأمريكي بدلاً من السلاح الروسي الذي تعتمده منذ سنوات طويلة.

يذكر أن باكستان كانت تعاني من فرض عقوبات من قِبل الولايات المتحدة بسبب برنامجها النووي.. إلا أن أحداث 2001م وفتح باكستان حدودها ومجالها الجوي وأراضيها للقوات الأمريكية؛ ساعد في نشوء علاقات ذات مصالح مشتركة عديدة بين بوش ومشرف كان آخرها صفقة الأسلحة.

وقال آدم إرلي (المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية): "أرسلت الحكومة تقارير أمس الجمعة إلى الكونغرس لعرض صفقة الأسلحة لكل من باكستان والهند"، وهي الخطوة قبل الأخيرة لاعتماد الصفقة.
وادعى ارلي بالقول: "نتطلع لتحسين الأمن والرخاء، وتحسين نمو المنطقة بالكامل"!!

وتتعلق التقارير التي رفعها البيت الأبيض للكونغرس قراراً ببدء المفاوضات بين الحكومة الأمريكية وحكومة إسلام أباد لبيع طائرات من طراز (F-16) لباكستان، وللرد على نيودلهي حول طلباتها لشراء طائرات متعددة المهام!!

وتتضمن الخطة المقترحة حول الصفقة مع باكستان بيع 24 طائرة من طراز (F-16) المتطورة ذات القدرة القتالية العالية.
إلا أن الأسوشيتد برس نقلت عن أحد المسؤولين الكبار في الخارجية الأمريكية قوله: "ليس هناك حد للمبيعات المستقبلية من الأسلحة لباكستان" كاشفاً بذلك توجه الإدارة الأمريكية لاستغلال أجواء التوتر في المنطقة لصالح تصريف الأسلحة الأمريكية.

من جهته، رحّب (وزير الإعلام الباكستاني) شيخ رشيد أحمد، بالتصريح الأمريكي، مدعياً أن الصفقة ستحسن من الشعور بين الدول الإسلامية تجاه أمريكا.
وأضاف "هذه الصفقة ستحقق أهدافنا العسكرية، كنا متأخرين عسكرياً في منافستنا مع الهند، ولكن هذه الصفقة ستحسن الوضع".

وكشفت (وزيرة الخارجية الأمريكية) كونداليزا رايس مؤخراً أنها ناقشت مبيعات الطائرات الأمريكية من طراز (F-16) مع الحكومتين الهندية والباكستانية.
وأضافت الأسوشيتد برس أن رايس تجنبت ذكر أي معلومات حول صفقة الطائرات مع باكستان لعدم إغضاب الهند!

يذكر أن الهند وباكستان تعيشان حالة من التوتر منذ العام 1947م، بعد خروج قوات الاحتلال البريطانية من تلك المناطق، حيث أدى التوتر لنشوء 3 حروب بين الجارتين النوويتين اللتين تشهدان سباق تسلح استنزف المليارات.