أنت هنا

15 صفر 1426
بغداد - المسلم

في سابقة تشير إلى عدم وجود قيادة مركزية للقوات العراقية، وبدء ظهور نزاعات على خلفيات عرقية، شهدت العراق مؤخراً حادثة اقتتال داخلية بين قوات الشرطة التابعة للحكومة العراقية الموالية للاحتلال؛ ميليشيات البشمركة التابعة للائتلاف الكردي قرب بلدة (رابية) القريبة من الحدود السورية.

وأدت المواجهات التي تعد أول حالة يتم الكشف عنها؛ إلى مقتل 7 من قوات الجانبين، بالإضافة إلى جرح 8 آخرين، جراح بعضهم خطيرة.

وبحسب مصادر في الشرطة العراقية، فإن القتال نشب يوم أمس الخميس، عندما انفجرت قنبلة على جانب طريق قرب قافلة من قوات البشمرجة الكردية خارج بلدة رابية.

وبعد الانفجار قامت قوات البشمرجة بالبحث عن مهاجمين محتملين وشرعت في تفتيش مجمع مجاور لصوامع الحبوب يخضع لحراسة الشرطة وقوات الأمن العراقية.

ونقلت وكالة رويترز عن قائد الشرطة العراقية في المنطقة المقدم يحي حامد قائد : " إن قوات البشمرجة دخلت المجمع واعتقلت عدة حراس"، مؤكداً أنه جرى إعدام اثنين منهم بعد شد وثاقهم بوضع أيديهم خلف ظهورهم.

وبعد ذلك توجه المقدم العراقي ورجاله إلى موقع الحادث وحاولوا تسوية الوضع لكن نزاعاً نشب بين الشرطة التي يقودها عرب والجنود الأكراد مما أدى إلى تجدد الاشتباكات المسلحة بين الجانبين.

وقال المقدم حامد: " إن خمسة من الشرطة قتلوا بعد تعرضهم لإطلاق النيران بينهم ضابط برتبة عقيد."
مضيفاً أن ثمانية من الشرطة أصيبوا بجروح منهم ثلاثة في حالة خطيرة.

وقال شهود: " إن ثلاثة من البشمرجة قتلوا"، ولكن لم يتضح ما إذا كان ذلك بسبب القتال المسلح أو نتيجة انفجار القنبلة الذي وقع في بادئ الأمر.

ولم يصدر حتى الآن أي تصريح من قبل قوات البشمركة، أو القيادات الكردية في المنطقة.

ويشهد الإقليم ذو الأغلبية الكردية في العراق توتراً متصاعداً بين العرب والأكراد، حيث يصر الأكراد على تمتعهم بحكم ذاتي، وبحصولهم على حصة أكبر من النفط المستخرج من كركوك.

وكانت القيادات الكردية أكدت في وقت سابق أنها تمنع منعاً باتاً رفع العلم العراقي في المناطق الخاضعة لنفوذها في الإقليم. مشيرة إلى استحالة حدوث ذلك !

ويبدو أن قوات الاحتلال الأمريكية في العراق، تحال تعزيز هذا النزاع العرقي، عبر نشر قوات من ميليشيات البشمركة حول مدينة الموصل، بحج مساعدة القوات الأمريكية على حفظ الأمن في ظل استمرار المقاومة العراقية المسلحة هناك.

وحاولت الحكومة العراقية التستر على التوتر العرقي في المنطقة، إذ ادعت يوم أمس، أن سقوط القتلى من جانب الشرطة العراقية وقوات البشمركة، جاء بسبب "خطأ في تقدير الأمور"، معتبرة أن ما حدث نتيجة اعتقاد كل طرف بأنه يشن هجوماً على المقاومة المسلحة.

يأتي ذلك في وقت قال فيه مسؤولون في الشرطة العراقية: " إن مسلحين اغتالوا قائدا كبيرا بالحرس الوطني العراقي في بغداد اليوم الجمعة".

وحسب المصادر الأمنية، فإن المسلحين أطلقوا النار على اللواء سليمان محمد (وهو قائد فرقة للحرس الوطني في جنوب العراق) في ضاحية بغداد الجديدة بالعاصمة العراقية.
وقالت الشرطة: " إن اثنين من أبنائه أصيبا أيضاً في الهجوم".