أنت هنا

13 صفر 1426
الجزائر - المسلم

قرر الزعماء العرب الذين أنهوا اجتماعاتهم اليوم الأربعاء في الجزائر، على تفعيل المبادرة السعودية الخاصة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وتسويقها في أوروبا والولايات المتحدة، من أجل جعلها أساساً لأي تسوية قادمة مع تل أبيب.

وبعد يومين من اجتماعاتهم خلال القمة العربية السابعة عشر التي استضافتها الجزائر، والتي شهدت غياب العديد من القادة العرب، قررت القمة تشكيل لجنة متابعة منبثقة عن القمة، تقوم بجولة في الدول الأوروبية والولايات المتحدة والدول الأخرى، من أجل الترويج للمبادرة التي أطلقها (ولي العهد السعودي) الأمير عبدالله بن عبدالعزيز خلال قمة بيروت عام 2002م، كمبادرة وحيدة للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

وحسب المبادرة السعودية التي جددت الدول العربية الالتزام بها خلال قمة الجزائر، فإن الدول العربية تبدي استعدادها للتطبيع الدبلوماسي الكامل مع الكيان الصهيوني، وفق عدة شروط تتضمن:
- الانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة قبل عام 1967م.
- إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس الشريفة.
- حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين المشردين خارج الأراضي المحتلة، منذ عام 1948م.

وتبدو موافقة الدول العربية على هذه المبادرة، رداً على محاولات بعض الدول العربية إقامة علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني، خاصة بعد أن مهدت قمة شرم الشيخ الأخيرة، الطريق أمام بعض الدول العربية، لفتح الأبواب على مصراعيها، أمام التعاون مع الحكومة الإسرائيلية، بحجة معاهدة السلام المفترضة التي وقعها (الرئيس الفلسطيني) محمود عباس مع (رئيس الحكومة الإسرائيلية) آريل شارون، في شرم الشيخ.

وكان قادة الدول العربية المجتمعين في الجزائر، رفضوا المبادرة الأردنية التي تقدمت بها الحكومة الأردنية قبيل انعقاد القمة، والتي تدعو إلى إقامة علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني، دون شروط مسبقة، بحجة أن الحكومة الإسرائيلية سوف تقدم تنازلات كبيرة، بحال قامت الدول العربية بهذه المبادرة الطيبة !!!

ورداً على التصريح الإسرائيلي الذي أطلقته الحكومة يوم أمس الثلاثاء، والذي قال: " إن المبادرة لا تمثل نقطة انطلاق، وإن على الدول العربية أن تبدأ التفاوض دون شروط"؛ تحاول الدول العربية دعم هذه المبادرة، من خلال تشكيل لجنة، تقوم بالسفر إلى الدول الأوروبية وروسيا واليابان والولايات المتحدة، بهدف إقناع حكومات تلك الدول، باعتماد هذه المبادرة، كحل نهائي مع الكيان الصهيوني.

وجاء في البيان الختامي للقادة العرب، أن السلام هو "الخيار الاستراتيجي" للعرب في تسوية الصراع مع (إسرائيل).
وقال (الأمين العام لجامعة الدول العربية) عمرو موسى: "نؤكد في هذا السياق على مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002م".

من جهته، قال خافيير سولانا (مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي) الضيف على الجلسة الافتتاحية: " إنه يرى تغيراً في الموقف العربي".
وتابع قائلاً: " إن المبادرة بناءة للغاية وبدرجة أكبر من أي وقت مضى. أعتقد أنه يوجد تحرك، لا يمكننا أن ننسى أين كانت المواقف السابقة للجامعة العربية".