أنت هنا

13 صفر 1426
الجزائر - وكالات - المسلم

تمسك القادة العرب خلال قمتهم الأخيرة المنعقدة في العاصمة الجزائر، بمبدأ عدم التطبيع مع الكيان الصهيوني، قبل أن تنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلية من الأراضي العربية التي احتلتها قبل عام 1967م، وتقام الدولة الفلسطينية ذات السيادة المستقلة.

وأكد البيان الختامي للقمة، التي أنهت أعمالها اليوم الأربعاء، على ضرورة تحديث الجامعة العربية ومواصلة الإصلاح الديمقراطي.
وقال عمرو موسى (الأمين العام لجامعة الدول العربية)، الذي تلا البيان الختامي: " نؤكد مجدداً على التمسك بالسلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط كخيار استراتيجي لحل الصراع العربي الإسرائيلي، مؤكدين في هذا السياق على المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية في بيروت عام 2002م، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية ومرجعية مدريد القائمة على أساس الأرض مقابل السلام، وخارطة الطريق".

ويأتي تشديد البيان الختامي للقمة العربية على إعادة اعتماد المبادرة السعودية، كحل في مواجهة التطبيع الذي تنادي به بعض الدول العربية، دون أي شروط مع الكيان الصهيوني.
ويعد التمسك بمبادرة السعودية للتطبيع مع الإسرائيليين، رداً على المبادرة الأردنية المثيرة للجدل، والتي دعا خلالها (العاهل الأردني) الملك عبدالله الثاني، للتطبيع مع الإسرائيليين دون شروط، بحجة أن ذلك سيدعو الحكومة الإسرائيلية لتقديم "تنازلات" للفلسطينيين والدول العربية الأخرى !!
وحول المبادرة السعودية التي اعتمدتها القمة العربية، كانت الحكومة الإسرائيلية، قد أطلقت تصريحات متطرفة يوم أمس الثلاثاء، بالقول: " إن المبادرة لا تمثل نقطة انطلاق، وإن على الدول العربية أن تبدأ التفاوض دون شروط" !
وهو ما دعت إليه الأردن!

من جهته، قال خافيير سولانا (مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي) الضيف على الجلسة الافتتاحية: " إنه يرى تغيراً في الموقف العربي".
وتابع قائلاً: " إن المبادرة بناءة للغاية وبدرجة أكبر من أي وقت مضى. أعتقد أنه يوجد تحرك، لا يمكننا أن ننسى أين كانت المواقف السابقة للجامعة العربية".

وحول الضغوط التي تمارس دولياً على سوريا، والتي أخذت حيزاً من مناقشات القمة العربية، قال البيان الختامي: " نعرب عن تضامننا المطلق مع سورية الشقيقة إزاء ما يسمى قانون محاسبة سورية، واعتباره تجاوزا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، والتأكيد على ضرورة تغليب منطق الحوار والتفاهم لحل الخلافات بين الدول.

وكان (الزعيم الليبي) معمر القذافي قد دافع في كلمته أمام القمة عن دور سوريا في لبنان.
وقال في كلمته: " إنه يجب شكر سوريا على تضحياتها في لبنان".
محذراً من تدهور الوضع الأمني في لبنان بعد انسحاب القوات السورية منه.
كما انتقد الضغوط الدولية على دمشق لسحب قواتها متسائلاً "هل سوريا هي الدولة الوحيدة التي لها قوات خارج حدودها؟ " في إشارة واضحة للوجود الأمريكي في العراق.

وتساءل القذافي في السياق نفسه بقوله: "هل قرار مجلس الأمن 1559 هو القرار الوحيد المقدس؟"، وتعجب بقوله: لماذا تعد قرارات الأمم المتحدة بشأن العرب هي الوحيدة الملزمة، وغيرها مثل تلك الخاصة (بإسرائيل) ليست كذلك.

كما تلا الأمين العام للأمم المتحدة بياناً له أمام القمة، قال فيه: " إنه يتوقع من سورية أن تقدم جدولاً واضحاً ومحدداً لانسحاب قواتها وأجهزتها الأمنية الكامل من لبنان، عندما يلتقي مبعوثه الخاص بالمسؤولين السوريين أوائل أبريل المقبل".

وكان عنان يتحدث بعد لقائة بـ(الرئيس السوري) بشار الأسد، على هامش مؤتمر القمة العربية في الجزائر.
وقال عنان: " إن سورية ملزمة بانسحاب كامل من لبنان وفق قرار مجلس الأمن الصادر العام الماضي".

وفيما يتعلق باحتلال العراق، شدد البيان على ضرورة حماية وحدة أراضي العراق، وتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1546 القاضي بتمكين العراق من استعادة سيادته.

وقال البيان: " نجدد التأكيد على وحدة أراضي العراق واحترام سيادته واستقلاله والدعوة إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (1546) لعام 2004م القاضي بتمكين العراق من استعادة كامل سيادته وإنهاء الوجود العسكري الأجنبي فيه".
متحاشياً ذكر كلمة "الاحتلال"، واستعاض عنها بكلمة "الوجود العسكري الأجنبي" !

وحول قضايا إصلاح الجامعة العربية، أقرت القمة إنشاء برلمان شعبي عربي وتعديل ميثاق الجامعة، وخاصة نظام التصويت، مع المضي قدما في عملية الإصلاح بشكل تدريجي.

كما أكد البيان على التزام القادة العرب بالتحديث الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان.