أنت هنا

13 صفر 1426
فلسطين المحتلة - وكالات - المسلم

تمكن (رئيس الحكومة الإسرائيلية) آريل شارون من التغلب على إحدى آخر العقبات التي تقف في طريق تنفيذه خطة الانسحاب من غزة، والتي سيتم بموجبها إخلاء عدد من المستوطنات الإسرائيلية في قطاع غزة والضفة الغربية، وتسليم المستعمرات إلى الفلسطينيين، وتقديم تعويضات مالية للمستوطنين اليهود مقابل ذلك.

حيث أقرت اللجنة المالية في الكنيست الإسرائيلي الميزانية المالية لعام 2005م، والتي تتضمن فصلاً يقضي بتمويل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ، وأربع مستوطنات في الضفة الغربية .

وحسب المصادر الإسرائيلية، فإن القرار حصل على عشرة أصوات مقابل تسعة، وهو ما أعطاه أحقية القبول في الكنيست مساء أمس الثلاثاء.

وتأتي أهمية هذا القرار الذي أجيز بأغلبية ضئيلة، بسبب إشكالية سياسية تقتضي أن يحصل مشروع ميزانية الدولة على موافقة البرلمان قبل نهاية الشهر الحالي، وإلا واجه احتمال إجراء انتخابات مبكرة، قد تعرض خطة شارون للانسحاب من غزة للخطر.

ولم تنته معركة شارون حول خطة الانسحاب من غزة، مع المتشددين اليهود، إذ يواجه معركة شرسة للفوز بالموافقة النهائية الأسبوع المقبل مع القوميين المتشددين المعارضين للتخلي عن أي شبر من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
خاصة وأن الكنيست الإسرائيلي أرسل القرار إلى الهيئة التشريعية الإسرائيلية بكامل أعضائها، للتصويت النهائي عليها.

ويقضي القانون بأنه إذا لم يقر الكنيست مشروع الميزانية التي يبلغ حجم الإنفاق فيها 264.5 مليار شيقل (62 مليار دولار) قبل نهاية مارس، فانه يجب إجراء انتخابات عامة في أواخر يونيو، أي قبل شهر من موعد بدء الانسحاب المزمع من غزة.

وبينما يعاني حزب الليكود انقسامات حادة بشأن الخطة، تم تمرير الميزانية في اللجنة المالية بموجب تفاهم بين أنصار شارون والمعارضين للانسحاب الذين قبلوا بالتصويت لصالح الميزانية في الكنيست مقابل التصويت على اقتراح بإجراء استفتاء على الانسحاب من غزة.

ويرى مراقبون أن شارون حقق بذلك نصراً سياسياً؛ لأنه من المستبعد إقرار الكنيست اقتراح الاستفتاء بينما ضمن ائتلافه الحاكم الذي يشغل 67 مقعداً بالكنيست تمرير الميزانية بعد تفادي تصويت نحو 12 نائباً من الليكود معارضين للانسحاب ضد مشروع الميزانية.

ومن المقرر أن تناقش لجنة القوانين صباح اليوم الأربعاء، مشروع النص حول الاستفتاء، وذلك في قراءة أولية يتوقع أن تنتهي بفارق طفيف في الأصوات؛ لأن ممثلي الحزبين الدينيين (شاس) و(اليهودية الموحدة للتوراة) ما زالوا مترددين،

والانسحاب من غزة سيمثل أول إزالة لمستوطنات يهودية من أراض يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم المستقبلية عليها.
والتي أذعنت حكومة شارون على إخلائها بعد العمليات المسلحة العديدة التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، ضد المستوطنات اليهودية، والتي لم يستطع جيش الاحتلال الإسرائيلي الوقوف في وجهها، رغم الحواجز وجدار الفصل وأجهزة المراقبة الإلكترونية وزرع جواسيس وغيرها.