أنت هنا

12 صفر 1426
فلسطين المحتلة – المسلم

أكملت قوات الاحتلال الإسرائيلية اليوم الثلاثاء الانسحاب من مدينة طولكرم في الضفة الغربية مسلّمة بذلك ثاني مدينة محتلة للجانب الفلسطيني خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وانتشرت قوات الأمن الفلسطينية في المدينة التي اجتاحتها قوات الاحتلال منذ 4 سنوات، إبان انتفاضة الأقصى.
كما أخْلَت حاجزاً أساسياً في المدينة يعد بوابة إلى مدن الضفة الغربية الأخرى .

ويأتي الانسحاب الإسرائيلي الجديد من طولكرم بعد تأجيل تسليم المدينة الثانية للجانب الفلسطيني ضمن خطة تعهدت فيها الحكومة الإسرائيلية بتسليم 5 مدن في الضفة الغربية للفلسطينيين مقابل وقف هجمات المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد القوات الإسرائيلية والمستوطنين اليهود.

وتأمل الحكومة الإسرائيلية أن يؤدي تنفيذها للوعود التي قطعتها بشأن خطة السلام المفترضة مع السلطة الفلسطينية لنزع أسلحة المقاومة التي استطاعت إجبار حكومة شارون المتطرفة على الانسحاب من المدن الفلسطينية.

وكانت السلطة الفلسطينية اتخذت يوم أمس أول إجراء من شأنه الحد من تسلح المقاومة، عبر بيان صدر عن وزارة الداخلية، يحدد فيها من صلاحيات امتلاك نشطاء المقاومة للأسلحة.
وتعد طولكرم ثاني مدينة يتم تسليمها للجانب الفلسطيني بعد مدينة أريحا التي تسلمتها السلطة قبل أيام.

ومنذ أن وقع (رئيس السلطة الفلسطينية) محمود عباس و(رئيس الحكومة الإسرائيلية) آرييل شارون، اتفاقية ضمن جهود التهدئة في 8 فبراير الماضي، انخفضت الأعمال المسلحة بين الجانبين، فيما رضخت تل أبيب لبعض شروط المقاومة كإطلاق سراح معتقلين والانسحاب من مدن في الضفة ووقف عمليات الاغتيال ضد قادة ونشطاء الفصائل المسلحة.

وشهدت الأوساط الشعبية الفلسطينية أفراحاً كبيرة بعد الانسحاب الإسرائيلي.

وكان يتعين على الفلسطينيين أن يسلكوا طريقاً يمتد إلى 6.5 كيلو متر تقريباً للوصول إلى الطريق الرئيس الذي يصل بين طولكرم ونابلس (أكبر مدن الضفة الغربية) بسبب وجود حاجز إسرائيلي مقام عند مدخل طولكرم.

كما تنتشر قوات الاحتلال عند مدخل مدينة نابلس، التي يعدها الاحتلال مركزاً للمقاومة الفلسطينية المسلحة، حيث يمنع دخول المركبات الفلسطينية.
فيما تسمح فقط للفلسطينيين الدخول إلى مدينتهم سيراً على الأقدام!!

ونقلت الأسوشيتدبرس عن مواطنين فلسطينيين كانوا يحتفلون بالانسحاب الإسرائيلي قولهم: "سيكون لدينا شرطة مرور، ولن يكون هناك المزيد من الفوضى في المدينة، وسنستطيع التنقل بسهولة داخل وخارج المدينة".
فيما قال آخر: "الفلسطينيون دفعوا ثمناً باهظاً لاسترداد السيطرة الأمنية على المدينة، لقد فقدنا حياة مئات الأشخاص، من أجل إزالة نقطة تفتيش واحدة".