أنت هنا

12 صفر 1426
كييف - المسلم

وقع (الرئيس الأوكراني الجديد) فيكتور يوتشينكو اليوم الثلاثاء؛ أمراً رئاسياً بسحب القوات الأوكرانية العسكرية من العراق، منفذاً بذلك وعوداً سابقة بإعادة الجنود البالغ عددهم 1650 من القوات الأوكرانية الخاصة، وفق ما أكد (رئيس الأمن الأوكراني) اليوم الثلاثاء.

وبهذا القرار الجديد، تكون الولايات المتحدة قد تلقت صفعة جديدة، حول تماسك قوات الاحتلال الدولية المنتشرة في العراق، بعد أن كسرت بعض الدول المشاركة، التحالف الدولي المقاد من قبل القوات الأمريكية.

وفيما يتعلق بتاريخ الانسحاب، أشار بيترو بوروشينكو إلى أن التاريخ النهائي لبقاء القوات الأوكرانية في العراق سيتحدد بعد المشاورات مع أعضاء الائتلاف الآخرين، مشيراً إلى أن القوات الأوكرانية بالكامل من المحتمل أن تكون قد تركت العراق في نوفمبر أو ديسمبر المقبل.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، كان يوشتشينكو ومسؤولو الدفاع الكبار قد وجهوا أوامر عسكرية للجنود الأوكرانيين بمغادرة العراق نهاية العام الحالي، وقد بدأ انسحاب بعض الجنود الأسبوع الماضي.

يذكر أن الجمهورية السوفييتية السابقة، تنشر سادس أكبر وجود عسكري ضمن قوات الاحتلال الدولية بواقع 1650 جندياً.
وحسب الإحصاءات العسكرية الخاصة بوزارة الدفاع الأوكرانية، فإن ثمانية عشر جندياً أوكرانياً قد قتلوا في العراق، فيما جرح أكثر من 24 آخرين.

وحسب مصادر في وزارة الدفاع الأوكرانية، فإن أكثر من 130 جندياً أوكرانياً كانوا قد عادوا إلى البلاد الأسبوع الماضي، وتخطط (كييف) لسحب 550 جندياً من العراق آخرين بحلول 15 مايو.

ويعد سحب القوات الأوكرانية، أحد وعود حملة الرئيس الجديد، الذي تسلم الحكم بعد ثورة سلمية عرفت باسم "الثورة البرتقالية".

وكانت أوكرانيا عارضت بقوة حرب احتلال العراق بقيادة الولايات المتحدة، إلا أنها وافق فيما بعد على إرسال قوات عسكرية، تحت القيادة البولندية في وسط وجنوب العراق.

واعتبرت الأوساط الشعبية والدولية قرار إرسال القوات الأوكرانية إلى العراق، قراراً سياسياً ضمن جهود (الرئيس الأوكراني السابق) ليونيد كوتشما لإصلاح العلاقات مع واشنطن، خاصة بعد أن اتهم كوتشما بالموافقة على بيع نظم رادار إلى نظام (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين، منهكاً بذلك عقوبات الأمم المتحدة.

وعارض الشعب الأوكراني إرسال القوات العسكرية إلى العراق، إلا أن الرئيس السابق أرسل جنوده رغم ذلك.

يذكر أنه وخلال العام الماضي، منحت قيادة قوات الاحتلال الأمريكية الشركات الأوكرانية؛ عقوداً خاصة لتزويد الجيش العراقي وشركات التنمية بالأسلحة والمعدات والمركبات.
وتعد هذه العقود أحد أشكال المزايا التي تقدمها واشنطن لدول التحالف التي ساندتها في العراق، على حساب الشعب العراقي. إذ تدفع واشنطن ثمن العقود التي توقعها مع تلك الدول من أموال العشب العراقي الخاصة بالنفط والقروض الدولية للعراق وغيرها.

وصرّح بوروشينكو بالقول: "إن وفداً دبلوماسياً أوكرانياً ومسؤولين كبار في الدفاع سوف يقومون بزيارة إلى العراق الأسبوع القادم".