أنت هنا

15 ذو القعدة 1425
القاهرة - وكالات

بعد مواقفه التي تبرأ منها المسلمون في مصر، حول أزمة السيدة المصرية وفاء قسطنطين، وجد (شيخ الأزهر) محمد سيد طنطاوي نفسه وجهاً لوجه أمام نيران عدد من مشايخ وأئمة الأزهر، رفضوا موقفه الذي أعلنه بأنه على استعداد للتدخل لإقناع وفاء بالعودة إلى المسيحية !!! بعدما كانت أعلنت نيتها الدخول إلى الإسلام.
وسببت تصريحات طنطاوي المثيرة للجدل،؛ أزمة بدأت في الخفاء، مخلفة أصداء قليلة، أهمها ردود الفعل على كلام شيخ الأزهر.

وكانت قيادات في الأزهر أكدت صحة المنسوب لطنطاوي، عن استعداده للذهاب إلى زوجة الكاهن القبطي لإقناعها بالعودة إلى ديانتها النصرانية بعد إسلامها !!!، وأنه على استعداد لفعل ذلك، إذا كانت هذه الخطوة ستسهم في حل الأزمة ونزع فتيل إشعالها !!

وتأكيداً لهذا الاتجاه أيضاً، كان (رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان) مصطفى الفقي ذكر في الندوة التي نظمها صالون الأوبرا الثقافي قبل أيام تحت عنوان (الوحدة الوطنية والأمن القومي)، أن شيخ الأزهر أبلغه عند اندلاع الأحداث الأخيرة المتعلقة بأزمة قسطنطين، أنه مستعد للذهاب إليها وإقناعها بالعودة إلى المسيحية.

وأثار هذا الحديث جدلاً في الأوساط الدينية بين علماء ومشايخ الأزهر، حيث اعتبر (عضو مجمع البحوث الإسلامية) محمد رأفت عثمان، أن هذا العرض من جانب شيخ الأزهر "فيه تجاوز كبير لوضعه كمسلم قبل أن يكون شيخاً للأزهر"، وقال: "هل يعلم طنطاوي خطورة إقدامه على مثل هذا العمل"؟ مشيراً إلى أنه "لا يجوز أن يتعامل شيخ الأزهر بحسبة سياسية في أمر تحرمه الشريعة الإسلامية مهما يكن الغرض من وراء ذلك".

وأكد أن المسلم "لا يجوز له مهما تكن الأسباب أن يرد من أراد الإسلام إلى ديانته الأولى"، وقال: "إن الإسلام هو الدين الحنيف وإليه ندعو كل الناس بالأساليب التي حددتها الشريعة، وتكون بالحكمة والموعظة الحسنة وعدم الإكراه وإذا ما تحقق ذلك،،، فكيف نرد من أراد الإسلام"؟

وهاجم (المفكر الإسلامي) عبد الصبور شاهين شيخ الأزهر ورأي عضو مجمع البحوث الإسلامية عبدالله النجار الذي أيد فكر الطنطاوي، قائلاً: "هؤلاء يقولون بما نهى الله عنه في كتابه العزيز، والآيات صريحة وواضحة، والتي تقول: "فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن"، وأضاف "ولذلك يتضح لنا أن من أسلم لا يجوز أن يرده أحد عن الإسلام ومن يفعل ذلك من المسلمين فإن فيه شبهة ردة؛ لأن في إرجاع من يريد الإسلام ردة والردة كفر".

واعتبر (وكيل الأزهر السابق، رئيس لجنة الحوار بين الأديان في الأزهر) الشيخ فوزي الزفزاف، أن "من أعان هذه السيدة على العودة إلى ديانتها السابقة إن كانت بالفعل أسلمت، فهو عاصٍ، عصى الله ورسوله"، وقال: "لا يجوز في كل الأحوال أن يقنع مسلم من أراد الدخول بالإسلام بعودته إلى عقيدته السابقة؛ لأن في ذلك حرمة شديدة"، وتساءل: "كيف ندعوه إلى الكفر بعد أن دخل الإسلام"؟

وقال (عضو مجمع البحوث الإسلامية) مصطفى الشكعة: " إن ما قيل عن نية شيخ الأزهر في هذا الأمر خطأ كبير وعظيم ولا يجوز لمثله أن يتدخل في مثل هذه الأمور"، وأضاف: "نحن بصفتنا مسلمين نربأ به أن يتدخل في مثل هذه الأزمات التي أوجعت قلوبنا"، وتابع: "لا يجوز لأي مسلم أن يفعل ذلك ولا يرد من أراد الإسلام إطلاقاً، كما أنه لا يجوز أن نكرهه على ذلك، والإسلام لا يكره أحداً على اعتناقه، فإذا ما جاء من يريد الدخول فيه برغبته وعن اقتناع نختبره في البداية، فإن علمنا نيته بصحة اعتقاده بالإسلام وصدق نيته يتم قبوله في الإسلام من دون شرط أو قيد"، مشيراً إلى أن "دور شيخ الأزهر، الدعوة إلى الإسلام وليس إقناع من يسلم بخطورة إسلامه والعودة منه إلى ديانته السابقة".