أنت هنا

11 ذو القعدة 1425
لندن - صحف

أكدت مصادر إعلامية اليوم الأربعاء، أن القضاء الأميركي أفرج عن وثائق تتضمن خطابات من ضباط في مكتب المباحث الفيدرالي (إف. بي. أي) تشير لأول مرة، إلى أن بعض أساليب التعذيب التي استخدمت بحق السجناء في العراق، أجيزت مباشرة من الرئيس جورج بوش، وهو الأمر الذي حاول البيت الأبيض نفيه والتهرب منه.

وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة اليوم الأربعاء: " إن (اتحاد الحريات المدنية) الذي أفرجت الوثائق بناء على طلبه، أشار بأصابع الاتهام إلى الرئيس بوش بأنه أصدر أمراً تنفيذياً أجاز فيه استخدام أساليب معينة غير إنسانية في استجواب المعتقلين العراقيين".

ومن أهم تلك الوثائق المفرج عنها، رسالة إلكترونية مؤلفة من صفحتين يقول اتحاد الحريات المدنية: إنها تذكر صراحة الأمر التنفيذي للرئيس بوش، الذي يسمح فيه باستخدام تقنيات الحرمان من النوم وإجهاد المعتقلين وتخويفهم بالكلاب البوليسية، إلى غير ذلك من الوسائل غير إنسانية.

وأرسلت الرسالة الإلكترونية المشار إليها في مايو الماضي من ضابط في موقع الحدث في بغداد جرى حجب اسمه إلى مسؤوليه في مكتب المباحث الفيدرالي بواشنطن.
وتقول الرسالة بوضوح: " إن الوسائل المستخدمة تعدت الحدود المتعارف عليها في أوساط مكتب المباحث الفيدرالي ولكنها تتماشى مع الأمر التنفيذي".

وكشفت الرسالة أن ضباط مكتب (إف. بي. آي) شاهدوا استخدام تلك الأساليب ضد المعتقلين العراقيين لكنهم لم يشاركوا فيها.

وتأتي هذه الرسالة الإلكترونية كما أوردت صحيفة "الشرق الأوسط" ضمن عشرات الوثائق الأخرى التي أمر القضاء الأمريكي بالإفراج عنها بعد طول تردد، ويقول أنثوني روميرو (المدير التنفيذي لاتحاد الحريات المدنية): إن الوثائق الجديدة تعني أن مسؤولين كباراً لن يكون بإمكانهم بعد الآن أن يتواروا من المسؤولية ومن تساؤلات الرأي العام بإلقاء اللائمة على جنود من ذوي الرتب الصغيرة.
وفي إحدى الوثائق المؤرخة في 24 يونيو 2004م تحت عنوان «تقرير عاجل» موجه إلى روبرت مولر (مدير مكتب المباحث)، ويتضمن التقرير مشاهدات عن إساءة معاملة جسدية خطيرة لمعتقلين مدنيين عراقيين.

وتتضمن الوقائع محاولات خنق وضرب ووضع أعقاب السجائر في فتحات آذان المعتقلين، واستخدام وسائل استجواب غير مصرح بها، وتشير الوثيقة إلى وجود محاولات للتغطية على أساليب التعذيب.

ولم تقتصر الوثائق المفرج عنها على تعذيب المعتقلين العراقيين في سجن أبي غريب، بل أشارت في أجزاء كثيرة منها إلى ما يحدث في قاعدة جوانتانامو الأمريكية بكوبا، حيث قال محققو مكتب المباحث: إنهم شاهدوا معتقلين معلقين بالسلاسل في أوضاع غير إنسانية لأكثر من 24 ساعة، وتركوا يتبولون ويتبرزون على أنفسهم.
وأشار أحد المحققين في إحدى الوثائق إلى أن معتقلاً معيناً شوهد، وقد نتف أكثر من نصف شعر رأسه بشكل جنوني.