أنت هنا

8 ذو القعدة 1425
جنيف - وكالات

قال مصدر أمني تابع للأمم المتحدة: " إن مقر المنظمة الدولية في أوروبا يغص على الأرجح بمعدات تجسس سرية، وذلك بعد يوم واحد من اكتشاف جهاز للتنصت بداخل قاعة اجتماعات وزارية".
ونقلت وكالة رويترز عن المصدر الأمني قوله: " إن المقر مثل الجبن السويسري" في إشارة إلى أقراص الجبن السويسري المليئة بالثقوب.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته: " لو كانت لدينا الوسائل التقنية والموظفون اللازمون لإجراء عمليات تفتيش شاملة، فأنا على يقين من أننا سنجد الميكروفون تلو الآخر، ويستوي في ذلك مقرا الأمم المتحدة في نيويورك وفيينا".

وكانت ماري هوز (المتحدثة باسم الأمم المتحدة في جنيف) قد أكدت قبل يومين، صحة التقرير الذي بثه التلفزيون السويسري ، وقال فيه: " إن عمالاً عثروا على جهاز تنصت معقد خلال عملية تجديد جرت مؤخراً في قاعة يطلق عليها اسم (الصالون الفرنسي) في قصر الأمم المتحدة".
لكنها قالت: " إن تحقيقاً أجرته الأمم المتحدة لم يحدد من الذي زرع جهاز التنصت ولا متى حدث ذلك".
وقال شا زوكانج (سفير الصين لدى الأمم المتحدة بجنيف): "هذا أمر يثير الغثيان، ينبغي عمل شيء ما لوقف هذا النوع من الأنشطة".
وذكر التلفزيون السويسري تي.إس.آر أن الجهاز عثر عليه مخبأً خلف ألواح خشبية في القاعة الأنيقة، لكن هوز رفضت إعطاء مزيد من التفاصيل.

وقال باتريك دانييل يوجستار (وهو خبير أمني في جنيف) اطلع على صور للجهاز التلفزيون: " إن حجمه يشير إلى أنه صنع قبل ثلاث أو أربع سنوات، قبل تقليص حجم تلك الدوائر"، ووصفه بأنه "معدة تنصت بالغة التعقيد".
يأتي هذا الاكتشاف المحرج في الوقت الذي يخضع فيه مقر الأمم المتحدة لعملية مراجعة للإجراءات الأمنية، تتضمن بوابات دخول ضخمة جديدة وحواجز خرسانية.

وتنفق الأمم المتحدة حوالي 40 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات لتحسين الإجراءات الوقائية في جنيف في أعقاب تفجير مقرها في بغداد في أغسطس 2003م، والذي أودى بحياة 22 شخصاً من بينهم (كبير مبعوثي الأمم المتحدة) سيرجيو فييرا دي ميللو.

كما يعقب اتهامات علنية في مارس الماضي من جانب كلير شورت (وزيرة التنمية الدولية البريطانية السابقة) تفيد بأن المخابرات البريطانية تجسست على (الأمين العام للأمم المتحدة) كوفي عنان قبيل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.

وفي غضون ذلك قال مسؤولون تابعون للأمم المتحدة: " إن التنصت في حال ثبوته ينتهك القانون الدولي ويجب وقفه فوراً".

وكان وزراء خارجية القوى الكبرى الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا قد استخدموا قاعة الصالون الفرنسي خلال محادثات سرية بشأن العراق في سبتمبر من العام الماضي عقب الغزو الأمريكي واحتلال البلاد.
كما استخدم العديد من الوفود الصالون الفرنسي خلال تلك المحادثات بما في ذلك وفد برئاسة (وزير الخارجية الفرنسي آنذاك) دومينيك دو فيلبان.