أنت هنا

23 ربيع الأول 1425
رويترز


رغم مرور شهر على عودته من عمله كحارس في الشرطة العسكرية الأمريكية بسجن ابو غريب على مشارف العاصمة العراقية بغداد ، لم تفارق الكوابيس ديونيسيو اريفالو كوابيس التي يجد فيها نفسه محاصرا أو مطاردا.
تقول زوجته روز اريفالو: " إنه يتفزع وأحيانا يضرب خلال نومه العاصف".

وتضيف" ضربني مرة خلال الليل ومرة أخرى كان يعتصر اذني.. كان يظن أنها فتيل قنبلة أو شيء من هذا القبيل، وأفقت لأجد خرابيش على وجهي".

وقالت وكالة رويترز التي أوردت التقرير الإخباري عن الأمريكيين العائدين من العراق " عمل الزوج اريفالو (31 عاما) في السرية 870 بالشرطة العسكرية المتمركزة خارج سان فرانسيسكو، ومثله مثل كثيرين من أقرانه من الرجال والنساء في الحرس القومي، يسعى للتكيف مع الحياة الطبيعية بعد أن عاش ظروف حرب صعبة في العراق".

ونقلت الوكالة عن اريفالو الذي يعمل حارس أمن في وظيفته المدنية، قوله: " واجهت أوقاتا صعبة".
وأضاف: " معظم الكوابيس التي تطاردني اشعر فيها أنني محاصر لا أكون بالضرورة في العراق لكني اشعر أنني محاصر وأنني افر من شيء لا اعرف كنهه لكني اهرب مما يواجهني وكأني طريد"

وألقي على أعضاء وحدة أخرى من الحرس القومي الأمريكي المسؤولية عن الصور التي روعت العالم لانتهاك حقوق سجناء عراقيين عرايا على أيدي جنود الاحتلال. لكن السرية 870 للشرطة العسكرية عاشت نفس الظروف الصعبة وواجهت نفس المخاطر مثل التعرض لنيران قذائف المورتر والضغوط النفسية وسط سجناء مناهضين للاحتلال.

وقال جنود: " إنه في بعض الحالات كان أفراد السرية 870 ينفثون عن غضبهم في العراقيين"
وعلى سبيل المثال قذفت مجندة في السرية بقطعة حجر من نبلة على حشد من سجناء ابو غريب محدثة إصابة. ورفضت المجندة الحديث وقالت من خلال والدها أنها لن تناقش الواقعة إلا من خلال تحقيق عسكري.

وصرح الجندي الذي خلفها بأنه شعر بضغوط كبيرة خلال عمله في سجن ابو غريب لدرجة أنه اضطر إلى طلب استشارة نفسية من طبيب عسكري هناك. وقال ديف بيشل: "كنت أرى من منظوري الخاص أن عددا كبيرا من الجنود ينتهي بهم الأمر إلى التورط في تحرش معنوي مع العراقيين. بدأت اشعر بتوتر شديد وصل إلى حد الإرهاق. وبدأت اشعر أني اكره العراقيين وأنا لست من هذا النوع".

وذكر أنه ظل يطلب من السلطات العسكرية على مدى ثلاثة أسابيع العون إلى أن جاءته على شكل أقراص مهدئة.
وقال بيشل الذي كان يبيع مشروبات معدنية وخفيفة قبل أن يشحن إلى الحرب "كان على أن أقول وأنا اسلم سلاحي .. اسمع يا زميلي ظللت أحاول طوال ثلاثة اسابيع الحصول على مشورة للتغلب على الضغوط. احتاج إلى الوصول إلى أحد الآن ولذلك خذ مني السلاح".
وتلقى اريفالو أيضا علاجا ومشورة لكنه قال: " إن الجيش كان أسرع استجابة في حالته".

عاش أفراد السرية 870 في زنازين سجن ابو غريب، وكان عليهم أن يحملوا 27 كيلوغراما من السلاح والعتاد طوال نوبة الحراسة التي تمتد ما بين 12 و18 ساعة لمراقبة نحو 7000 سجين.

وفي واقعة حدثت في نوفمبر، نحي الكابتن ليو ميرك (32 عاما)من قيادة السرية 870 لاتهامه بتصوير المجندات في سريته سرا وهن يستحممن.
وفي 24 نوفمبر ثار سجناء عراقيون واخذوا يلقون حجارة وأشياء أخرى على الحراس الأمريكيين في خيمة كبيرة تضم آلاف السجناء العراقيين.

وقتل تيري ستو اثنين من العراقيين في ذلك اليوم وجرح ثالثا في واقعة لا تزال تضج مضجعه رغم مرور شهر على عودته إلى بلاده.
وقال لرويترز: " أنا أحاول أساسا أن ألملم نفسي، أحلم بالتمرد الذي حدث وبسقوط قتلى من الجنود لو لم اكن قد ضغطت على الزناد".