أنت هنا

16 ربيع الأول 1425
واشنطن- وكالات


في تداعيات لا تزال تشهدها الساحة العربية والعالمية حول الانتهاكات والممارسات الإرهابية التي تستخدمها قوات الاحتلال الأمريكية بحق الأسرى العراقيين، أعلن البيت الأبيض في واشنطن أن الرئيس الأمريكي جورج بوش سيبث خطاباً يتحدث فيه إلى العرب عبر قناتين إعلاميتين عربيتين.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان إنّ بوش سيجري حديثا تلفزيونيا يستغرق عشر دقائق مع كلّ من قناة (العربية) التي تبث من دبي، وقناة (الحرة) الممولة من وزارة الخارجية الأمريكية في حدود العاشرة صباحا بالتوقيت الأمريكي.

وأكدت شبكة (CNN) أن بوش سيتحدث إلى العرب حول الجدل المتنامي بشأن صور تظهر الجنود الأمريكيين وهو يجبرون مساجين عراقيين عراة على وضعيات مهينة، وفق ما أعلن البيت الأبيض.

يأتي ذلك في وقت قررت فيه لجنتا القوات المسلحة والمخابرات التابعتان لمجلس الشيوخ الأمريكي أمس الثلاثاء، عقد جلستي استماع للتحقيق في الاتهامات الخاصة بعمليات الإساءة التي تعرض لها بعض المعتقلين العراقيين في سجن أبو غريب.

وقد أوضح السيناتور بات روبرتس، رئيس لجنة المخابرات التابعة للمجلس أن جلسة الاستماع المغلقة ستعقد اليوم الأربعاء للتحقيق في "عدد من الاتهامات حول قيام أعضاء في المخابرات بإعطاء تعليمات أو تشجيع القيام بأنشطة تم الكشف عنها خلال الأيام القليلة الماضية."

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنها تجري تحقيقات جنائية منذ ديسمبر الماضي في 35 حالة انتهاك لحقوق الأسرى والمعتقلين في العراق وأفغانستان بينها 25 حالة وفاة.

وقال المقدم دونالد رايدر الضابط المسؤول عن تطبيق العقوبات الجنائية في الجيش: " إن الوفيات تشمل حالتين قتل فيهما معتقلان بأيدي الجنود الأميركيين, ومقتل معتقل أثناء محاولته الهرب, وعشر حالات وفاة لا تزال قيد التحقيق، وأوضح أن الوفيات الـ 12 الباقية لم تعرف أسبابها بعد".
ويتوقع أن تكون حالات الوفيات ال22 التي لا تزال غير معروفة الأسباب، ناجمة عن سوء المعاملة والتعذيب والقتل المتعمد.

ويؤكد ذلك اتهام أقارب معتقلين عراقيين قوات الاحتلال بممارسة التعذيب الجسدي على أبنائهم مما أدى إلى وفاتهم.
ونقلت قناة (الجزيرة) الإخبارية عن أقارب المتوفين قولهم: " إن آثار الكي والتعذيب بدت واضحة على أجساد المتوفين فضلا عن آثار طلقات نارية مستقرة في أجسادهم".

وقال عم أحد المتوفين: " إنه تم اعتقال ابن أخيه وزميلين له من أمام منزله قبل أربعة أيام في سامراء، ثم بلغ باستلام جثته من مشرحة مستشفى تكريت التعليمي".!!
وما يزال صدى الصور يتردد في أروقة مجلس الشيوخ, حيث أعرب السيناتور إدوارد كينيدي عن خشيته من أن تكون صور تعذيب السجناء مجرد بداية ستكشف عن حوادث تعذيب أخرى في سجون العراق وأفغانستان.

ونتيجة لما تقدم كشف مسؤولون أميركيون عن عزم وزارة الخارجية تأجيل نشر تقرير عن حقوق الإنسان كان من المزمع إصداره الأربعاء. ويرجع التأجيل إلى حساسية الموقف إزاء فضيحة الاعتداء على السجناء في العراق, حسبما أفاد مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه.