أنت هنا

28 ذو الحجه 1424
لندن - صحف

كشفت صحيفة بريطانية أن عددا من الجنود البريطانيين في العراق قاموا وبصورة منتظمة بممارسة العنف والتعذيب ضد عدد من المعتقلين العراقيين الذين كانت رؤوسهم مغطاة، الأمر الذي أدى إلى وفاة أحد المعتقلين في أحد المعتقلات البريطانية بالقرب من مدينة البصرة.

ونقلت صحيفة (ذا صن) البريطانية الشعبية الصادرة اليوم الخميس عن جندي بريطاني كان شاهدا على عمليات التعذيب والضرب ورفضت الإفصاح عن اسمه قوله: " إنه شهد تعامل الجنود البريطانيين مع تسعة معتقلين عراقيين تم اعتقالهم بتهم أنهم يقومون بعمليات قطع الطريق".

ويقول الجندي البريطاني: " إن المعتقلين تم إيقافهم على أقدامهم لمدة طويلة جدا وهم يرفعون أيديهم قسرا فوق رؤوسهم ويواصلون الوقوف إلى أن يقعوا واحدا بعد الآخر على الأرض من صعوبة الاستمرار في الوقوف".
وحاولت الصحيفة البريطانية التي توزع أكثر من 4.5 مليون عدد في اليوم، الحصول على تعليقات من وزارة الدفاع البريطانية إلا أن المسؤولين فيها رفضوا التعليق تماما على هذه القضية بحجة أن التحقيقات جارية بهذا الخصوص.

وشدد الجندي البريطاني الذي أدلى بالمعلومات على أن الجنود البريطانيين كانوا يركلون ويضربون ويعتدون بكل وسائل الإهانة على المعتقلين دون توقف مؤكدا أن المعتقلين كانوا يطلبون الرحمة ويستجدونها ويبكون ويصرخون إلى درجة أن أصواتهم كانت تصل إلى ثكنات الجنود البريطانيين الآخرين.

وأشار إلى أن المعتقل العراقي الذي مات وجدت جثته في أحد الحمامات التابعة لمعسكر الاعتقال وأنه وصل لمرحلة لم يستطع أن يمشي أو حتى أن يقف لفترة بسيطة. وأضاف قائلا: " لقد رأيت هذا الشخص قبل وفاته بفترة بسيطة جدا كان مكدما وكان السواد يغطي مساحات واسعة حول عينيه وأنه بعد وفاته كان فكه في غير مكانه".

وأكد أن الممارسات نفسها التي تعرض لها العراقي الذي مات من الضرب والركل والتعذيب على أيدي البريطانيين كانت تمارس على بقية المعتقلين.
وأوضح الجندي البريطاني أنه عندما تبدأ جولة الضرب يقوم بعض الجنود بركل المعتقلين على بطونهم وهم على الأرض.

وكانت صحفيتا (الجارديان) و(الانديبيندنت) قد نشرتا مؤخرا قصصا مشابهة عن الجنود البريطانيين، وطالبتا بالتحقيق حيث اضطرت وزارة الدفاع للإعلان بأن التحقيقات جارية وأن الجنود الذي ارتكبوا المخالفات والتجاوزات سوف يعرضون على محاكمة عسكرية.

وفي اتصال هاتفي مع منظمة العفو الدولية أكد مسؤول في هذه المنظمة أنه يتوجب على قادة الجيش البريطاني أن يتكفلوا شخصيا بالتحقيق في مثل هذه الممارسات القبيحة . وتساءل المسؤول: " كيف يمكن أن يقوم الجنود البريطانيون بهذه الممارسات ولندن تدعي الإنسانية والحفاظ عليها".
وطالب بضرورة أن يتضمن التحقيق المعتقلين الآخرين الذين يتعرضون للركل والتعذيب لا أن تتركز القضية فقط حول ظروف وفاة معتقل عراقي واحد .