أنت هنا

28 ذو القعدة 1424
القاهرة - همام عبد المعبود


قدم الإعلامي البريطاني روبرت كيلروي استقالته من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، وقال كيلروي في بيان له "إن هذه هي اللحظة المناسبة للاعتزال وتوجيه نشاطاته في اتجاهات أخرى " .

وكان كيلروي قد أثار ضجة بمقال نشر له مؤخرا في صحيفة "الديلي اكسبرس" والذي حمل عنوان " نحن لا ندين للعرب بأي شيئ"، ووصف كيلروي في هذا المقال العرب أنهم "انتحاريون وباترون للأطراف وقامعون للنساء".
وفور نشر المقال أعلنت (بي بي سي) وقف برنامجه الصباحي الذي يحمل اسمه ويذاع على القناة الأولى في تلفزيونها لحين التحقيق في الأمر، وعلقت (بي بي سي) على موقف كيلروي بأن موقفها منه لم يكن في إطار تقييد حريته في التعبير وإنما في إطار ضرورة حفاظ مذيعيها على مبدأ عدم الانحياز الذي تتبناه.

وكان كيلروي قد دافع عن موقفه قائلا إن لديه الحق في القول إن "هناك دولا عربية تتسم بالشر والاستبدادية وتعامل المرأة بشكل بغيض"، وقال في مقابلات مع الصحف البريطانية إنه "يشعر بخيبة أمل" لوقف البي بي سي برنامجه الحواري عقب المقال الذي كتبه وأثار اتهامات بالعنصرية.

وقال إقبال سكراني الأمين العام للمركز الإسلامي البريطاني إن قرار بي بي سي بوقف برنامجه كان صائبا مشيرا إلى أن بي بي سي كانت لابد وأن تبعث برسالة قوية فيما يتعلق بمبادئها.
وكان مقدم البرامج وهو عضو سابق في مجلس العموم عن حزب العمال قد واصل على مدى 17 عامًا تقديم برنامجه علي قناة بي بي سي.

وكان كيلروي - سيلك قد كتب مقالاً في صحيفة "صنداي إكسبريس" البريطانية الأحد 4-1-2004 تحت عنوان "لسنا مدينين للعرب بشيء" وقال فيه: "إن جزءا من البترول -الذي تم اكتشافه يتم إنتاجه ودفع ثمنه في الغرب- فبم يساهم العرب؟ هل يمكن أن تفكر في أي شيء؟ أي شيء نافع حقًّا؟ أي شيء حقًّا ذي قيمة؟ شيء ما نحن فعلاً في حاجة إليه ولا نستطيع أن نعيش بدونه؟ لا تستطيع.. ولا أنا أيضًا".

وتساءل عن نظرة العرب إزاء شعور الغرب تجاههم، وأضاف قائلاً: "أن نكون مغرمين بهم بسبب الطريقة التي قتلوا بها أكثر من 3 آلاف مدني في 11 سبتمبر، ثم رقصوا في شوارعهم الحارة المتربة احتفالاً بالقتل؟ أن نكون معجبين بهم بسبب العمليات الانتحارية.. وكبح المرأة؟".

وأثارت تلك التعليقات انتقادات من مسلمي بريطانيا ونشطاء مكافحة العنصرية، وبادر مجلس مسلمي بريطانيا بتقديم شكوى الأربعاء 7-1-2004 إلى "بي بي سي" طالبها فيها باتخاذ إجراءات تأديبية ضد مقدم البرنامج؛ بسبب ما وصفه المجلس بـ"تبجح الكاتب غير المبرر ضد العرب والمسلمين".

وكان كيلروي- سيلك (61 عامًا) قد اعتذر الجمعة 9-1-2004 بعد نشر المقال وتم تعليق برنامجه. وقال: "كان الهدف من مقالي انتقاد بعض الأنظمة العربية -وليس العرب بشكل عام- وهناك فرق واضح بين الأمرين".

وفي نفس اليوم قررت "بي بي سي" وقف البرنامج الذي كان يقدمه كيلروي- سيلك، وقالت في بيان لها: "بي بي سي تبرئ نفسها من الآراء المناهضة للعرب التي عبر عنها مقال روبرت كيلروي- سيلك في صحيفة صنداي إكسبريس، وتؤكد على أن تلك التعليقات لا تعكس وجهة نظر بي بي سي".

ويرى المراقبون أن مبادرة هيئة الإذاعة والتليفزيون البريطانية للاستجابة لشكوى مسلمي بريطانيا وما أعقبها من اعتذار علني للإعلامي البريطاني، ثم قراره بالاستقالة بعدها بأسبوع يعكسان نجاحًا عمليًّا لمسلمي بريطانيا في التصدي للإساءات التي توجه إلى دينهم والتي زادت وتيرتها منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.