أنت هنا

7 شوال 1424
جنيف - المسلم

أطلقت مبادرة جنيف كخطة تسوية بديلة في الشرق الأوسط مساء اليوم الاثنين في جنيف في حفل ضم 400 شخصية فلسطينية وإسرائيلية ومئات المدعوين البارزين الذين جاؤوا من كافة أنحاء العالم.

وقد دعيت 400 شخصية من الجانبين لحضور إطلاق المبادرة رسمياً في مراسم سيديرها الممثل الأميركي ريتشارد دريفوس، وسيحيط المدعوون بالشخصيتين الرئيسيتين اللتين تفاوضتا سراً بشأن بنودها لمدة ثلاثة أعوام حتى تم نشرها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهما وزير العدل الإسرائيلي السابق يوسي بيلين، ووزير الإعلام الفلسطيني الأسبق ياسر عبد ربه.

ودعيت مئات الشخصيات الدولية لحضور مراسم إعلان المبادرة، منها: الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر مهندس اتفاقات كامب ديفيد (1979م) وسيمون فيل، الرئيسة السابقة لبرلمان أوروبا، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الحاصلين على جائزة "نوبل" للسلام العالمي.

وقال الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر أمام جموع المشاركين في إطلاق مبادرة جنيف: " من غير المحتمل أن نرى أساساً للسلام في أي وقت أفضل من الآن".
مضيفاً أن" الزعماء السياسيين هم عقبة السلام "

ووجه كارتر انتقاداته للرئيس الأمريكي جورج بوش، بسبب مساندته الكبيرة والدائمة لإسرائيل، مع تغافل عن احتياجات الفلسطينيين.
كما انتقد حكومة شارون بسبب سماحها بنشوء العديد من المستوطنات الإسرائيلية غير المرخص لها.
وقال كارتر: " يجب على الإسرائيليين أن يسألوا أنفسهم: هل نريد السلام الدائم مع كل جيراننا أم هل نريد الاحتفاظ بمستوطناتنا ؟"
وأضاف: " الفلسطينيون أيضاً يجب أن يوقفوا الهجمات العنيفة ضد الإسرائيليين".

وقال الممثل الأمريكي الذي يرأس الحفل: "إن السلام جاد جداً وأكثر من أن يترك للحكومات فقط" .

ويسعى معدو خطة السلام غير الرسمية إلى إحياء تسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الشرق الأوسط بعد ثلاثة أعوام من اندلاع الانتفاضة، في وقت تشهد فيه المفاوضات بين الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية جموداً.
وقد قاموا بصياغة مشروع محدد ينص على أن تقوم إسرائيل بانسحاب شبه كامل من الضفة الغربية، وتتقاسم السيادة على القدس مع الفلسطينيين بينما يتخلى الفلسطينيون بحكم الأمر الواقع عن عودة 3,8 مليون لاجىء فلسطيني إلى إسرائيل،
ويريد معدو النص أن يكون المشروع مكملا لـ"خارطة الطريق" التي وضعتها اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط (الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة) وتلقى الدعم الرسمي للأسرة الدولية لكنها لم تطبق.

وتواجه الاتفاقية الجديدة معارضة كبيرة من قبل الفلسطينيين، الذين يتضمن الاتفاق تخليهم عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
كما تواجه انتقادات من قبل حكومة شارون الإسرائيلية.

وحتى الآن فإن اتفاقية جنيف قد لاقت تشجيعاً ودعماً من كل من (وزير الخارجية الأمريكي) كولين باول، و(الأمين العام للأمم المتحدة) كوفي أنان، وزعماء الاتحاد الأوربي.
كما حرر نحو ثمانية وخمسين رئيساً سابقاً، ورؤساء وزراء، ووزراء خارجية، وزعماء عالميون آخرون تصريحاً اليوم الاثنين، عبروا خلاله عن دعمهم للاتفاقية.

من جهتها جددت الفصائل الفلسطينية رفضها القاطع و براءتها من وثيقة جنيف و الموقعين عليها ، جاء هذا خلال مسيرة حاشدة نظمتها الفصائل الفلسطينية جابت شوارع مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة الاثنين 30 /11/2003م ، ووصفت الجماهير المشاركة في المسيرة الموقعين على وثيقة جنيف بالخونة و المتآمرين على حقوق الشعب الفلسطيني .
و قال متحدثون عبر مكبرات الصوت عن الموقعين :"يخرج علينا اليوم مجموعة من المتآمرين يدوسون على دماء الشهداء ، مجموعة لا تمثل إلا نفسها " .

ورددت الجماهير المشاركة بصوت واحد إعلان براءة صادر عن دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس ، ونص الإعلان على ما يلي :" نحن اللاجئون أبناء المخيمات تنظيمات و فصائل و مؤسسات و قوى و كل شرائح شعبنا نعلن أمام العالم أجمع و أمام شعبنا من أكبر مخيمات اللاجئين أننا بريئون من هؤلاء اللصوص ، و بريئون من وثيقة الذل و العار وثيقة جنيف . وصف البيان الموقعين على الوثيقة بأنهم أصحاب أيدٍ سوداء تحاول سرقة جهاد و نضال الشعب الفلسطيني .