أنت هنا

21 رمضان 1424
واشنطن - وكالات


في إشارة إلى قوة المقاومة العراقية للاحتلال الأميركي, فاقت حصيلة القتلى الأميركيين في العراق عدد الجنود الأميركيين الذين لقوا مصرعهم خلال السنوات الثلاث الأولى في حرب فيتنام التي كانت صراعاً قوياً أثناء الحرب الباردة ألقى بظلاله على الشؤون الأميركية على مدى أكثر من جيل.

وأوضح تقرير لوكالة "رويترز" طبقاً لإحصائيات وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الأول، أن الحرب الفيتنامية التي يقول الجيش أنها بدأت رسمياً في 11 ديسمبر/ كانون الأول عام 1961 أدت إلى سقوط 392 قتيلاً من عام 1961 إلى عام 1964 عندما كان عدد الأميركيين في منطقة الهند الصينية يتجاوز 17 ألف جندي.
وبالمقارنة, فإن القنبلة التي زرعت على جانب طريق في بغداد وقتلت جنديا أميركيا يوم الأربعاء رفعت إجمالي عدد القتلى الأميركيين إلى 397 قتيلاً في العراق, حيث يبلغ عدد الجنود الأميركيين هناك حالياً 130 ألف جندي وهو العدد نفسه الذي وصل إليه الجنود في فيتنام بحلول أكتوبر/ تشرين الأول عام 1965.

ومن الواضح أن عدد الضحايا قد فاق عددهم في فيتنام يوم الأحد الماضي عندما قتل جندي أميركي في هجوم بقذيفة صاروخية جنوب بغداد ليصبح بذلك "الضحية" الأميركية الـ393 منذ بدء العدوان ضد العراق في 20 مارس/ آذار المنصرم.
وتبين الإحصائيات من مناطق القتال خارج العراق أن 91 جندياً قتلوا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2001 في إطار عمليات احتلال أفغانستان التي شنها الرئيس الأميركي جورج بوش بعد هجمات 11 أيلول /سبتمبر عام 2001.
وترفض الحكومة الأميركية المقارنات بين العراق وفيتنام.

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تناقص التأييد الشعبي للرئيس مع اقتراب انتخابات عام 2004 ويرجع ذلك في جزء منه إلى مخاوف الجماهير من الدائرة الفتاكة لهجمات رجال المقاومة والتفجيرات الاستشهادية في العراق.
ولأن تورط أميركا في فيتنام تزايد تدريجيا بعد هزيمة فرنسا في دين بين بو فإنه ليس هناك إجماع تقريبا على موعد بدء الحرب في فيتنام.

ويرى البعض أن الحرب بدأت أواخر الخمسينيات والبعض الآخر يقول أنها بدأت بتاريخ 5 من أغسطس/ آب عام 1964 عندما أعلن الرئيس ليندون جونسون الضربات الجوية على فيتنام الشمالية انتقاماً لهجوم بالطوربيدات على مدمرة أميركية في خليج تونكن.
وأكد الخبير في الشؤون العامة للجيش جو ويب أن بداية الحرب في فيتنام على أي حال حددها مركز التاريخ العسكري التابع للجيش على أنها يوم 11 من ديسمبر/ كانون الأول 1961 عندما وصل سربان من الطائرات المروحية يضمان 32 طائرة و400 جندي إلى فيتنام.
وقال ويب "كان ذلك أول تجمع كبير لقوة قتالية أميركية في فيتنام".

وأشارت إحصائيات (البنتاغون) إلى أن قتلى حرب فيتنام تزايدت من 25 من عام 1956 إلى عام 1961 لتصل إلى 53 عام 1962 ثم إلى 123 في عام 1963 ثم إلى 216 عام 1964.
في ذلك الوقت, تكوّن الوجود العسكري الأميركي في فيتنام أساسا من مستشارين عسكريين. وزاد الرئيس جون كيندي عددهم إلى نحو 960 في عام 1961 ليظهر التزام واشنطن احتواء الشيوعية.