أنت هنا

18 رمضان 1424
واشنطن – وكالات


حذرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA ) في تقرير لها، من أن الوضع الأمني في العراق قد يشهد تدهوراً أكبر خلال الفترة القادمة، في مجمل مناطق العراق.
وكانت المقاومة العراقية تتركز في المثلث السني حول العاصمة بغداد والفلوجة والرمادي، إلا أن التقرير الاستخباراتي الأمريكي أشار إلى احتمال كبير لحدوث موجة من المقاومة الهجمات ضد الاحتلال في شمال وجنوب البلاد.

وقال مسؤول في وكالة الاستخبارات الأمريكية يوم أمس الثلاثاء، أن التقرير الذي نقله أحد مسؤولي الاستخبارات في العراق إلى واشنطن، يشير إلى أن تقييم الوضع الأمني في العراق أكثر إلحاحا وتشاؤما، مقارنة بما نقل سابقا عبر قنوات سياسية.

يذكر أن رئيس إدارة الاحتلال الأمريكي في العراق بول بريمر أجرى محادثات مع الرئيس الأميركي جورج بوش وإدارته في واشنطن التي وصلها بكل مفاجئ وعاجل هذا الأسبوع وهي الزيارة الثانية له خلال أيام الأمر الذي وضعه المراقبون في سياق عزم واشنطن على إجراء تغييرات في سياستها في العراق.
وقد ناقش بريمر وإدارة بوش التقرير الاستخباراتي الجديد، وفق ما أعلنت شبكة الـ(CNN) الإخبارية اليوم.

وقال مصدر رفيع في الإدارة الأمريكية، طالب عدم الكشف عن اسمه، إن بريمر موافق على تقييم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وإنه أضاف ملاحظاته الشخصية فيما تعلق بالمذكرة التي نقلها مسؤول الوكالة إلى واشنطن.
وقال مسؤول آخر رفيع في الإدارة الأمريكية إن التقرير الاستخباراتي يلقي الضوء على "عدة مسائل أمنية رئيسية."

ورفض هذا المسؤول نقل محتوى التقرير بشكل مفصل، غير أن المسؤول الرفيع الذي ناقش التقرير قال إنه (التقرير) يشير إلى أن الأمور ستسوء في العراق.
وقال المصدر إن المذكرة تشير إلى نقطتين مهمتين:
- تدفق أعداد إضافية من العراقيين بين صفوف المقاتلين، بينهم عدد كبير من الطائفة السنية كانوا في الماضي على الحياد، إلا أنهم حاليا يعتقدون أنهم قادرين على "التسبب بأضرار جسدية" في صفوف الأمريكيين.
- "توافر الذخيرة بيسر" مما يسهل من عمليات شن الهجمات.

ويشير التقييم إلى أن التنظيم والتنسيق أصبح "محكماً" بين المقاتلين الأجانب والمتطرفين بما فيهم تنظيم القاعدة والمقاومة اللبنانية، بالإضافة إلى "الأشخاص الذين تم خلعهم من الحكم بالعراق.
من جهة أخرى، أشار هذا المصدر إلى أن بريمر بعث بدوره الاثنين، بتقرير مؤلف من صفحتين يتضمن بدائل للخطة الأمريكية الحالية المؤلفة من سبع مراحل لنقل السلطات من سلطة التحالف المؤقتة إلى الشعب العراقي.

كما تناقش بول بريمر مع بوش وكبار مسؤولي الأمن القومي الأميركي، حول العوائق التي تقف أمام انتقال السلطة السياسية من الأميركيين إلى العراقيين، واستمرار المشاكل الأمنية، بحسب قول مسؤولين في إدارة الرئيس بوش.
ويتوقع أن يلتقي بريمر مجددا الأربعاء مع الرئيس الأميركي في البيت الأبيض، لاجتماع مع مجلس الأمن القومي الذي سيرأسه بوش.
وقال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إنه كان من المقرر أن يوجز بريمر للإدارة الأميركية وعبر الهاتف هذا الأسبوع، الخطط المتعلقة "بتحريك مجلس الحكم العراقي قدما"، إلا أنه (بريمر) فضل أن يقدم شخصيا إلى واشنطن.
وقال المسؤول إن بريمر حمل معه العديد من الأفكار لمساعدة مجلس الحكم العراقي بوضع دستور جديد وتحديد موعد للانتخابات، قبل انتهاء المهلة المحددة له في منتصف الشهر المقبل.