أنت هنا

14 رمضان 1424
واشنطن - وكالات


طلبت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش طلبت تخصيص 145مليون دولار في ميزانية 2004 لتحويل التعليم في المدارس الإسلامية في العالم العربي إلى تعليم علماني.

وأكد تقرير صادر من وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة بوش طالبت بهذا المبلغ من أجل تشجيع التعليم العلماني بسبب المخاوف من تنامي المدارس الإسلامية في العالم.
ويأتي هذا التمويل في إطار ما يسمى بمبادرة الشراكة الشرق الأوسطية التي تدعو أمريكا فيها إلى تحديث العالم الإسلامي ونشر الديمقراطية (...).

ويقول نص التقرير: "أن أحد أهداف المبادرة هو تشجيع التحسينات في التعليم العلماني عبر أنحاء العالم العربي كما أن مسودة استراتيجيات المبادرة قد سجلت قلقا متزايدا حيال التزايد في أعداد المنضمين للمدارس الدينية" خصوصا في دول مثل إندونيسيا والبوسنة وبنجلاديش.
وكان وزير الدفاع الأمريكي دونالد رمسفلد انتقد الأسبوع الماضي المدارس الإسلامية بشدة وقال أن على أمريكا تشجيع نظام تعليمي غير متشدد في العالم الإسلامي وهو ما كرره نائبه بول وولفويتز في الأسبوع نفسه.

غير أن لجنة تقسيم الميزانية في الكونجرس نصحت بتخصيص45 مليون دولار فقط للعالم العربي على أن يوضع الباقي في ميزانية التعليم العلماني في باقي الدول الإسلامية لا العربية منها فقط، وركزت اللجنة في بيان لها على أهمية التعليم والتدريب والتبادل الطلابي.
ففي إندونيسيا على سبيل المثال –وهي أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان– تبلغ نسبة الطلبة الذين يحضرون في مدارس دينية إسلامية حوالي 25 في المائة، ولكن التقرير يرى أن مناهج هذه المدارس المستمدة من الفكر الصوفي لا يجعل منها مصدر خطر كبير.
ويأتي هذا الاهتمام المتزايد بالتعليم في العالمين العربي والإسلامي بعد أن خصص الكونجرس العديد من جلسات الاستماع حول صلة التعليم بالإرهاب في المنطقة مما يوحي بالاتجاه نحو إصدار تشريع يتعامل مع مسألة التعليم.

وقال الكونجرس في أحد قراراته أنه ينظر بعين القلق بالنسبة لمناهج التعليم في المملكة العربية السعودية، كما انتقد القرار رقم 3137 السعودية لعدة أسباب منها أنها "مركز الوهابية" التي اعتبرها تمثل الشق المتشدد والجهادي من الإسلام". وحظر القرار تقديم "المساعدات أو التعويضات" للسعودية ودول أخرى منها سوريا وليبيا وإيران وكوبا وكوريا الشمالية.
ويقول التقرير أن "الخبراء يقولون بأن مناهج التعليم في السعودية تدعو لمعاداة الغرب ومعادة السامية".

وأضاف موقع (باب) أن باكستان تلقت 100 مليون دولار ستقسم على خمس سنوات من أجل المساهمة في التحول إلى المناهج العلمانية. وقد فازت مؤسسة "ريسرش تراينجل إنستيتيوت" الأمريكية التعليمية بعقد قيمته 60 مليون دولار للمساهمة في هذا البرنامج ووضعه وتنفيذه ومراقبته في باكستان، ويقدر التقرير أن هناك 10000 مدرسة إسلامية في باكستان وحدها.
ويحث برنامج التحول إلى التعليم العلماني في باكستان المدارس الإسلامية إلى التسجيل مع الحكومة المركزية ثم تقديم تدريبات أفضل للمدرسين مع توفير كتب مدرسية جديدة ومرتبات ومزايا أعلى للمدرسين وأيضا توفير بعض أجهزة الكمبيوتر لبعض منها.

ويمدح التقرير دولة قطر لقرارها تغيير مناهجها وبرامج تعليمها الابتدائية والإعدادية لتشمل أجزاء أقل من الدراسات الدينية وأقل من اللغة العربية مع التركيز على العلوم الحديثة وذلك بالتعاون مع مؤسسة راند الأمريكية المحافظة.
ووفق التقرير الصادر من الخارجية الأمريكية فإن منطقة الشرق الأوسط تلقت في 2002 مبلغ 29 مليون دولار للتعليم وحوالي 90 مليون دولار في 2003 لكن التقرير لم يذكر أي دول قد استفادت من هذه المعونة.

ويعرف التقرير المدارس الإسلامية بأنها تلك التي تركز على تدريس اللغة العربية والفقه والقرآن والأحاديث, ووصفها بأنها تعتمد على الحفظ فقط وأنها تقدم تعليمها بالمجان.

هذا ويسود في أمريكا الاعتقاد بأن العديد من قادة حركة طالبان والقاعدة قد تلقوا تعليمهم في مدارس دينية إسلامية بباكستان ممولة من قبل المملكة العربية السعودية، ويقول أن ذلك ساعد على تشدد حركة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان.