أدت الحرائق المشتعلة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى مقتل 16 شخص حتى الآن وتدمير أكثر من 800 منزل في مناطق متفرقة في الأجزاء الجنوبية من كاليفورنيا وسان ديغو.
وامتدت ألسنة اللهب المشتعلة عبر آلاف الأميال في أجزاء كاليفورنيا الجنوبية، بعد خمسة أيام على اشتعالها، ما أدى إلى مقتل 16 أمريكي حتى الآن، وتدمير أكثر من 800 منزل.
وساعد الرياح القوية (جداً) على تأجيج الحرائق، وشل قدرة فرق الإنقاذ والإطفاء في أيقاف المد العاتي من النيران.
ويعتبر الحريق الحالي هو أكبر حريق تشهده مقاطعة سان ديجو الشرقية, والتي سببت تسع وفيات تقريباً في المقاطعة، من بينهم شخصين ماتا يوم أمس الأحد داخل سيارتهم بينما كانوا يحاولون الهروب من الحرائق فيما يبدو, وفق ما صرح عمدة سان ديجو "بيل كوليندر" اليوم .

وقال أحد الأمريكيين الذين احترق منزله وهرب إلى مناطق بعيدة: " كنا نجري خلال النار بشكل حقيقي" وأضاف "ليسزا بونتيز" ( 43 عاماً) الذي هرب من النار مع عائلتها بعد أن أيقظهم زئير الحرائق عند الساعة 3:45 من فجر اليوم " رأينا المنزل المتحرك يحترق.. كنت أضع الفوط المبتلة بالماء، كي أستطيع السير، لقد كانت النار في أقدامنا.. وكانت الحرائق تتوهّج على رؤوسنا وتشتعل في كل مكان" .

ويواجه أكثر من 7,000 من قوات مكافحة الحرائق نحو 10 حرائق رئيسية في جنوبي كاليفورنيا, بالإضافة إلى مجموعة حرائق أخرى في منطقة سان ديجو وعلى بعد حوالي 100 ميل شمال المناطق الجبلية في لوس انجلوس .

ودفعت النيران المتقدمة إلى إجلاء إدارة الطيران الفدرالية ومركز السيطرة في سان ديجو, لتعطيل السفر جوا عبر الولايات الأمريكية. كما ألغت بعض الخطوط الجوية رحلاتها في المناطق المنكوبة .

وقال مسئولون أمريكيون أن إحدى الحرائق بدأت يوم السبت الماضي في منطقة بالقرب من بلدة جوليان الجبلية، والتي سببتها نيران إحدى الصيادين التائهين في المنطقة، حيث أدت إلى إتلاف أكثر من 100 ألف فدان في المنطقة، وأشارت المصادر الأمريكية المسئولة إلى أن الصياد الأمريكي قد يواجه التهم الجنائية الخاصة بالحريق الذي اشتعل بسببه.

وقالت وكالة الأسوشيتدبرس الأمريكية، أن من بين المقتولين بالنيران شخص وجدت جثته في منزل متنقل, بالإضافة إلى ثلاثة قتلى في مركبات أخرى.
ونقلت الوكالة عن سوزان نوس الناطقة بلسان عمدة المقاطعة قولها: " الثلاثة قتلوا أثناء محاولة الهروب على الأقدام و اثنين ماتوا لدى وصولهم إلى المستشفيات المحلية" وأضافت: " لقد مدمرت الحرائق في المنطقة أكثر من 260 منزلاً في سان ديجو".

كما شب حريق آخر بالقرب من سان ديجو الذي بدأ اليوم الأحد، والذي تسبب في قتل شخصين و تدمير 57 منزلاً، وأدى إلى إتلاف نحو 15 ألف فدان, وفق ما أعلن المسئولين هناك.
مشيرين إلى أنهم أخلوا السكان في منطقة "أسكنديدو" الشمالية الشرقية.

وبلغت سرعة الرياح نحو 70 ميلاً في الساعة (أكثر من 110 كم/سا) ما أدى إلى تأجيج النيارن، وانتقالها بسرعة عبر المقاطعات الأمريكية.
ووصلت النيران إلى الضواحي المكتظة بالسكان في "سان بيرناردينو" التي يقطنها أكثر من 200 ألف أمريكي، والواقعة على بعد نحو 50 ميلاً شرق لوس انجلوس, حيث أدت الحرائق على إتلاف مساحات تقدر بـ 76,000 فدان. كم انتقلت الحرائق إلى أربع بلدات مجاورة،دمرت خلالها أكثر من 450 منزلاً.
وقال محقق المقاطعة: " انهار رجلان و ماتا, أحدهما كان يجلي منزله المحترق، والآخر كان شاهد بيته يحترق"

وأعلن المسئولون أنهم كانوا يبحثون عن رجلين للتحقيق معهما في "حرق متعمد" وقد يواجهوا تهماً أيضاً تتعلق بالقتل، خاصة بالنيران التي نهبت مناطق التل في سان بيرناردينو.
حيث أكد شهود عيان للشرطة، أنهم شاهدوا رجلاً يلقي (صباح يوم أمس السبت) شيئاً ما في منطقة بجانب الطريق، ما تسبب في اشتعال النيران بسرعة، ثم قفز هو ورفيق له كان في سيارة شاحنة، قبل أن يلوذوا بالفرار.

وبسرعة امتدت النار بطول 30 ميل في منطقة سان بيرناردينو، وشكلت، مع حريق صغير آخر، حريقاً كبيراً غطى المنطقة بالدخان والرماد الكثيفين.
كما امتدت الحرائق الأخرى بضواحي مقاطعة لوس انجلوس، واندمجت لتشكّل حريقاً واسعاً بمساحة 80,000 فدان ضرب الضواحي الشمالية الغربية للوس انجلوس في مقاطعة فنتورا، خلال ساعات ليل الأحد.

وأعلنت الولايات المتحدة بعض المناطق المحترقة (مناطق منكوبة) ما يساعد في تأمين أموال من الحكومة الفدرالية لها، من أجل سد العجز المالي الذي تلحقه هذه الحرائق بالأهالي والحكومة والأراضي.
كما تخشى السلطات الأمريكية في أن تستمر الحرائق وتتأجج، وسط توقعات باستمرار سرعة الرياح على ما هي عليها الآن مدة 36 ساعة أخرى، ما يهدد مناطق أخرى بوصول النيران إليها، وبالتالي زيادة الخسائر البشرية والطبيعية للأراضي الأمريكية.