أنت هنا

1 رمضان 1424
واشنطن - وكالات

نشرت صحيفة انترناشيونال هيرالد تربيون تقريراً عن تحقيق صحفي قامت بإعداده صحيفة "ذي بلير" الأميركية عن قيام وحدة من نخبة القوات الأميركية بقتل وتشويه مئات القرويين الفيتناميين طيلة 7 اشهر كاملة من عام 1967 خلال حرب فيتنام، وأشارت إلى أن التحقيقات التي كان الجيش الأميركي قد أجراها في حينه قد أغلقت دون توجيه أي اتهام.

وقالت الصحيفة أن جنودا من وحدة "تايغر فورس" التابعة للفرقة 101 المحمولة جوا قد أسقطت قنابل يدوية في الأنفاق التي كان يختبئ فيها قريون فيتناميون -من ضمنهم نساء وأطفال- وانهم قتلوا مزارعين من دون إنذار وبتروا اذانهم عن رؤوسهم وشكوها في قلائد علقوها حول رقابهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن تحقيق الجيش الذي استمر أربع سنوات ونصف السنة دون الإعلان عنه قد بدأ بناء على شكوى تقدم بها جندي أثارته عمليات القتل. وشمل التحقيق 20 جريمة حرب وجهت تهم بها إلى 18 جنديا ووصل إلى البنتاغون والبيت الأبيض قبل أن يغلق عام 1975.
وقد تحدت وليم دويل وهو رقيب سابق في وحدة "تايغر فورس" ويعيش الآن في ويلو سبرنغز ميسوري أنه "قتل الكثير من المدنيين بحيث أنه نسي عددهم".

وخلال تحقيق الصحيفة الذي استمر ثمانية اشهر تمت مراجعة آلاف الوثائق السرية العسكرية وسجلات الأرشيف الوطني والأعضاء السابقين في الوحدة أو أقارب المتوفين منهم.
و"تايغر فورس" هي وحدة من المتطوعين شكلت للتجسس على القوات الفيتنامية الشمالية في المرتفعات الفيتنامية الوسطى.
وحسب صحيفة "ذي بلير" بدأت أحداث القصة في مايو/أيار 1967 وخلال اقل من اسبوع من اقامة معسكر في المرتفعات الوسطى بدأ الجنود عمليات قتل السجناء وتعذيبهم منتهكين بذلك القانون العسكري الأميركي واتفاقيات جنيف للعام 1949. واخبر الرقيب فوريست ميلر محققي الجيش أن عمليات قتل الاسرى كانت "قانونا غير مكتوب". وخلال التحقيق قال 27 جنديا أن قطع اذان القتلى الفيتناميين اصبح عملا روتينيا. وقال أحد رجال الاسعاف في الوحدة "لقد مرت فترة كان كل واحد من افرادها يعلق قلادة من اذان الفيتناميين في عنقه".
وجاءت هذه الفظائع قبل اشهر قليلة من مذبحة "ماي لأي" الشهيرة حين قامت قوة من الجيش الأميركي بقتل حوالي 500 مدني فيتنامي عام 1968.

ووجدت صحيفة "ذي بلير" أن القادة كانوا يعرفون عن الفظائع التي ترتكبها الوحدة وفي بعض الحالات كانوا يشجعونهم على ارتكاب المزيد من العنف. واضافت أن محققي الجيش عرفوا بارتكاب تلك الفظائع في العام 1971 لكنهم لم يستجوبوا الشهود الا بعد سنة من ذلك التاريخ. وقال بعض الجنود أن اثنين من المحققين كانوا يتظاهرون بالتحقيق في الاتهامات ويشجعونهم في الوقت نفسه على التزام الصمت.

وقد راجع أربعة من الخبراء القانونيين العسكريين التقرير الأخير للجيش عن أعمال هذه الوحدة. وقال وليم اليوت وهو ضابط متقاعد يدرّس القانون العسكري في جامعة فرجينيا "لا اصدق أنه لم يكن لهذه القضية أهمية خاصة في البنتاغون".
وكان جزء من مهمة هذه القوة نقل القرويين من تلك المرتفعات إلى مراكز للاجئين حتى لا يزرعوا الأرز لاطعام الجيش الفيتنامي. وقد رفض الكثيرون منهم الذهاب إلى المراكز التي تشبه معسكرات الأسرى وتفتقر إلى الطعام.
"خدمة انترناشيونال هيرالد تربيون عن صحيفة النهار"