أنت هنا

28 شعبان 1424
معمر الخليل

تعهد الدول المانحة اليوم الجمعة، بتقديم معونات مالية كبيرة إلى العراق، من أجل ما يدعى بـ" إعادة إعمار العراق" الذي دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية، عبر قرارها في مجلس الأمن الدولي.
وفي اجتماع الدول المانحة، الذي يقام في مدريد الإسبانية منذ يوم أمس الخميس، تعهدت دول عالمية عديدة، بتقديم معونات مالية كبيرة لإعادة إعمار العراق، بعضها على شكل هبات، والبعض الآخر على شكل قروض طويلة ومتوسطة الأمد.

وأعربت الولايات المتحدة عن سعادتها بهذه النتائج التي ستساعدها في تحمل أعباء احتلال العراق، حيث قال وزير الخارجية الأمريكية كولن باول: " نحن جميعنا اليوم هنا من أجل العمل على استثمار استراتيجي يعيد الأمل في العراق" ، وأضاف موجهاً كلامه لـ77 دولة حضرت الاجتماع: " الآن حان الوقت لنا جميعاً لنكون كريمين بالمال وبالتدريب وبإتاحة الفرصة " .
وقال عضو مجلس الحكم العراقي إياد علاوي، الذي بدأ الجلسة، بأن العراق " لن تنسى هؤلاء الذين ساعدوها في ساعة الشدة والحاجة". مضيفاً أنه " سيكون نجاحكم هنا نجاح للبشرية ومساعدة للسلام والأمن في العالم".!!!

وبعد أن أعلن الولايات المتحدة الأمريكية عن عرض مالي بقيمة 20 بليون دولار، أعلنت اليابان تعهدها الأكبر، بأنها ستقدم مبلغ 1.5 بليون دولار خلال عام 2004، بالإضافة إلى مبلغ 3.5 بليون دولار آخر على شكل قروض، خلال الأعوام 2005-2007، وفق ما أعلن وزير الخارجية الياباني يوريكو كاواجوتشي.
كما أعلنت إيطاليا عن تقديم مبلغ 232 مليون دولار خلال السنوات الثلاثة القادمة، بالإضافة إلى تقديم 3 آلاف جندي في العراق .

ثم أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي عن تقديم الاتحاد مبلغ 812 مليون دولار.
يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن عن تقديم مبلغ 931 مليون دولار، لإعادة إعمار أفغانستان خلال العام الماضي.

وشهد مؤتمر مدريد للمانحين الدوليين، غياب كل من فرنسا وألمانيا، اللتان عارضتا الحرب على العراق، واللتان سجلتا دولياً، استنكارهما لاستمرار احتلال الأمريكيين للعراق، حيث أعربتا عن ارتباط مساعداتهما الدولية بانتهاء الاحتلال الأمريكي.

أما الدول العربية، فقد سجلت هي الأخرى تعهدات بتقديم معونات مالية للعراق، تسلم للاحتلال الأمريكي، من أجل دعم جهوده في احتلال العراق.
حيث أعلنت الإمارات العربية المتحدة عن تقديم مبلغ 215 مليون دولار، إلا أنها لم تحدد مدة زمنية لتقديم المبلغ.
كما أعلنت المملكة العربية السعودية عن معونة مالية للعراق بقيمة 1 بليون دولار، ومن المتوقع أن تقدم نصفها خلال الأعوام الأربعة القادمة، كما تقدم النصف الآخر على شكل ائتمانات تصدير، إلا أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل المح إلى أن السعودية قد تقدم هذه المعونة على شكل تخفيف الدين المترتبة للمملكة على العراق، حيث تدين العراق للمملكة بمبلغ وقدره 24 بليون دولار.
بالإضافة إلى الكويت التي أعلنت عن تقديم نفس المبلغ (1بليون دولار) .
أما إيران فقد وافقت على السماح للعراق باستخدام موانئها في تصدير النفط، بالإضافة إلى إعلانها أنها ستشارك في تقديم الكهرباء والغاز للعراقيين.

من جهته، وعد صندوق النقد الدولي، على لسان مدير الصندوق هورست كويهلر أنه سيقدم مبلغ 4.25 بليون دولار خلال السنوات الثلاثة القادمة، حيث يعتبر هذا المبلغ، هو أول دين للعراق على صندوق النقد الدولي.

من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسباني خوسية ماريا أزنار أن المؤتمر، يجب أن يجمع مبالغ أكبر من تلك التي يحتاجها العراق من أجل بناء المستشفيات والمدارس والتزويد بمياه الشرب النظيفة، حيث قال: " نريد استعادة كرامة الشعب, واستقرار المنطقة".

وقدر صندوق النقد الدولي أن العراق يدين تقريباً بمبلغ 120 بليون دولار, لدول أوروبية وخليجية.
وقال موفق الربيعي، عضو مجلس الحكم العراقي الانتقالي، أن أكثر من ثلثي العراقيين يعتمدون على حصص الطعام في أكلهم, وإن أقل من نصفهم لديه مياه نظيفة للشرب, وأن 20 % من الأطفال القصر، يتعرضون للوفاة نتيجة أمراض الأنيميا التي تضاعفت الإصابات بها أربع مرات، وكذلك الأمر مع أمراض مثل الملاريا.

وفي تعهدات دولية أخرى، أعلنت كوريا الجنوبية عن تقديم مبلغ 200 مليون دولار للعراق، ووعدت كندا بمبلغ 150 مليون دولار، كما وعد البنك الدولي أنه سيقدم للعراق قرضاً مالياً بقيمة 3 - 5 بليون دولار طوال السنوات الخمسة القادمة . ووعدت بلجيكا بتقديم مبلغ 5.8 مليون دولار .

كما وعدت دول فقيرة مثل سلوفاكيا بتقديم مبلغ 290 ألف دولار، كما عرضت كل من بلغاريا ومصر مساعدة تقنية، بدون وعود مالية.