أنت هنا

27 شعبان 1424
واشنطن - صحف


خلافاً لتصريحاته العلنية المتفائلة عادة, والتي يتحدث فيها عن انتصارات تحققها بلاده, أكد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد, في مذكرة سرية وجهها إلى كبار المسؤولين في "البنتاغون", أنه لا يعرف ما إذا كانت بلاده تربح أو تخسر حربها العالمية، مشيراً إلى "«نتائج متفاوتة" في ملاحقة تنظيم "القاعدة", و"تقدم معقول" في ملاحقة قادة النظام العراقي, لكنه نبّه إلى أن الانتصار في العراق وأفغانستان يتطلب "كفاحاً طويلاً وقاسياً".

وقال رامسفيلد في المذكرة المؤرخة في 16 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي, والتي نشرتها صحيفة "يو.اس.ايه توداي" أن "الولايات المتحدة حققت تقدماً معقولاً في عمليات أسر وقتل المسؤولين العراقيين الـ55", الذين صنفتهم على ورق لعب. لكنه أضاف أن التقدم كان "أبطأ بقليل" في ملاحقة قادة حركة "طالبان" في أفغانستان.
وأكد أنه من الواضح أن التحالف يستطيع أن ينتصر في أفغانستان والعراق بطريقة أو بأخرى, ولكنه سيكون كفاحاً طويلاً وقاسياً.

وتساءل رامسفيلد "هل نحن سائرون إلى النصر أو الهزيمة في الحرب على الإرهاب؟", مضيفاً "هل يمكن وصف وضعنا الحالي بأنه كلما عملنا بكد تراجعنا أكثر إلى الوراء؟".
ويضيف رامسفيلد في مذكرته "لدينا نتائج متفاوتة مع "القاعدة", وكذلك ضغطنا عليهم بشكل معقول. وعلى الرغم من ذلك, ما زال عديدون من قادتها أحراراً", ومنهم زعيمها أسامة بن لادن ومساعده أيمن الظواهري. أما عن جماعة "أنصار الإسلام" الموجودة في العراق, فقال "أن المعركة معها بدأت للتو".

ورأى رامسفيلد أنه ليس من الممكن تحويل وزارة الدفاع البنتاغون، بسرعة كافية تسمح بالمشاركة في الحرب الأمريكية العالمية, واعتبر أنه يتحتم تشكيل "مؤسسة جديدة" للقيام بهذه المهمة.
وتابع رامسفيلد "اليوم إننا نفتقر إلى معرفة ما إذا كنا نربح أو نخسر الحرب العالمية ". وتساءل "هل إننا نعتقل أو نقتل أو نثني أو نقنع الإسلاميين أكثر مما تخرجه المدارس الإسلامية ورجال الدين, ويدربونهم ويجندونهم ضدنا"..
واقترح رامسفيلد إنشاء مؤسسة خاصة لإغراء المدارس الإسلامية لتكون حديثة أكثر في تعليمها, وطرح أسئلة حول كيفية إغلاق السبل أمام التبرعات للمدارس الدينية.

وذكرت "يو.اس.ايه توداي" أن المذكرة أرسلت إلى رئيس الأركان المشتركة الجنرال ريتشارد مايرز ونائبه الجنرال بيتر باس ونائب وزير الدفاع بول وولفوفيتز وإلى مساعد وزارة الدفاع للشؤون السياسية دوغلاس فيث.
وأكد ناطق باسم البتاغون لوكالة الصحافة الفرنسية وجود هذه المذكرة, غير أنه أبدى دهشته لتفسير نصها على هذا النحو, موضحاً أن الهدف منها تشجيع إجراء تحليل معمق للوضع بمعزل عن المصاعب الحالية.