أنت هنا

7 ربيع الثاني 1424
واشنطن - كير

]
عقدت مجموعة من المنظمات المسلمة والعربية الأمريكية المعنية بالحقوق المدنية مؤتمرا صحفيا عصر أول أمس الخميس، الخامس من يونيو الحالي في مبنى الصحافة الوطني بالعاصمة الأمريكية واشنطن للتعبير عن مساندتها لقضية رفعتها مؤسستان خيريتان مسلمتان أمريكيتان، وهما هيرتيج إيديوكيشين ترست وصفا ترست، ضد شبكة التلفزيون الأمريكية سي بي إس (CBS) وضد مديرة مركز أبحاث أمريكي يسمى سيت (SITE) يدعي الخبرة في شئون الإرهاب بسبب برنامج مسيئ أذاعته القناة الواسعة الانتشار في الرابع من مايو 2003 وشاركت فيه مديرة مركز سيت، وقد اتهم البرنامج المؤسستين الخيريتين بالضلوع في شبكة لدعم الإرهاب.

وتتهم المؤسستان الخيريتان المسلمتان شبكة سي بي إس ومديرة مركز سيت والتي تدعى ريتا كاتز – في قضيتهما المرفوعة في الرابع من يونيو الحالي - بالكذب وبتلفيق الحقائق بدون أدلة مما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بالمؤسسات الخيرية المسلمة مثل الإضرار بسمعتهم وتهديد أمن وسلامة العاملين بهم وانتهاك خصوصيتهم بعد اتهامهم بمساندة الإرهاب. وتطالب القضية المتهمين بدفع تعويضات تقدر بثمانين مليون دولار أمريكي.

وقد ذكرت نانسي لوكي محامية المؤسستين الخيريتين في المؤتمر الصحفي الذي عقد للإعلان عن القضية أن المؤسسات المسلمة طالبت شبكة سي بي إس بالتراجع عن البرنامج وبالاعتذار عن المعلومات التي وردت فيه ولكن القناة رفضت الحديث معهم مما دفعهم إلى اللجوء إلى القضاء كجزء من واجبهم كمواطنين أمريكيين في الدفاع عن حقوقهم.

وقالت المحامية أنه ليس من السهل إزالة آثار الكلمات وطالبت المجتمع الأمريكي بأن يتفهم الأسباب التي دفعت المؤسسات المسلمة لرفع هذه القضية، وقال أن هدف القضية ليس المال، ولكنها تهدف إلى المحاسبة وإلى أن يعلم الإعلاميون المخطئون أنهم سوف يحاسبون على أعمالهم.

وقد شارك في المؤتمر نهاد عوض المدير العام لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) والذي أعلن مساندة كير لجهود المؤسسات الخيرية المسلمة في الدفاع عن سمعتها وموقعها المحترم بين المسلمين في أمريكا، وقال عوض أن القضية تعد مؤشرا على نفاذ صبر المسلمين في أمريكا تجاه الأقلية عالية الصوت المسيئة لهم، وأن المسلمين الأمريكيين عازمين على عدم التراجع وعلى ملاحقة الأصوات المسيئة لهم قضائيا.

وقال عوض أن قناة سي بي إس سبق لها مهاجمة المسلمين في أمريكا في أكثر من مناسبة سابقة وأن مسلمي أمريكا يرونها كإحدى أكثر القنوات تحيزا ضدهم، وأن المسلمين لن يجلسوا صامتين في مواجهة هذا التحيز.

وذكر عضو مجلس النواب الأمريكي السابق أرلين إردال أنه يعرف شخصيا العديد من المسلمين الأمريكيين، وقال أن مسلمي أمريكا يتميزون عن غيرهم بارتفاع شعورهم بالمسئولية الأخلاقية، وقال أن ما يحدث لمسلمي أمريكا حاليا هو استهداف لهم بسبب خلفياتهم وهو أمر لا يصح ولا يجب قبوله في الولايات المتحدة.

أما مهدي براي مدير مؤسسة الحرية التابعة للجمعية الإسلامية الأمريكية فقد وصف المؤتمر بأنه يوم جيد لمخاطبة الظلم وأنه تعبير دقيق عن شعور المسلمين بأنهم ملوا الصمت وعن رغبتهم في زيادة نشاطهم القانوني. وقال براي أن بعد أحداث سبتمبر أصبح كل شخص خبير عن المسلمين في أمريكا، وقال أن القناة نست ما يمكن أن تتركه برامجها من آثار على الأفراد وعلى سمعتهم وعلى أسرهم وعائلاتهم.
وقال براي أن المسلمين الأمريكيين يحبون الدستور والحريات الأمريكية ولكن لحرية الرأي حدود، ولذا يجب حساب من لا يستطيعون التمييز بين الإساءة وبين الحديث الحسن.

كما شارك في المؤتمر ممثلون عن المجلس الإسلامي الأمريكي ورابطة للمحامين المسلمين الأمريكيين وممثلون عن المعهد العربي الأمريكي، وقال جون أبي نادر مسئول المعهد العربي الأمريكي أن القضية تعبر عن عمق مشاعر المسلمين والعرب في أمريكا بخصوص ما يتعرضون له من تشويه في الإعلام، وقال أن الحقيقة هي أحد ضحايا أحداث سبتمبر وأن الحقيقة ليست شيء نسبي، ولذا يجب مساندة القضية لأنها دعوة لأمريكا للنظر لوضع الحقيقة داخل المجتمع.