الرسالة الأهم..لا بديل عن المقاومة
2 ذو القعدة 1438
خالد مصطفى

رضخ الاحتلال الصهيوني للمقاومة الشديدة التي أظهرها الشعب الفلسطيني تجاه الإجراءت التعسفية الأخيرة في المسجد الأقصى, حيث أعلنت حكومة نتنياهو إزالة البوابات الإلكترونية التي أثارت غضبا واسعا في العالم العربي والإسلامي..

 

وكان الفلسطينيون قد رفضوا الصلاة داخل المسجد الأقصى طوال الأيام الماضية رفضا لهذه الإجراءات وقاموا بالاعتصام خارج أبواب المسجد الأقصى ونظموا العديد من الفعاليات الاحتجاجية ودخلوا في مواجهات مع الاحتلال لإجباره على الرجوع عن هذه الإجراءات...

 

ولم يتسرع الفلسطينيون في دخول الأقصى بعد رفع البوابات خصوصا أن الاحتلال أعلن عن تركيب كاميرات إلكترونية بديلا عن البوابات وهو الإجراء الذي  قالت مصادر حكومية صهيونية أنه تم التراجع عنه أيضا حيث قالت المصادر: ‘‘إن التراجع عن الخطة جاء استرضاء للأوقاف” خصوصا أن علماء الأقصى قرروا التريث حتى يبحثوا الموقف ويطلعوا على رأي الشارع الفلسطيني حيال المستجدات, و لا يزال المصلون ورجال الأوقاف الفلسطينية يرفضون الدخول إلى الأقصى..

 

منذ اللحظة الأولى كان الاحتلال يريد استغلال العملية التي نفذتها المقاومة خارج المسجد الأقصى من أجل فرض الأمر الواقع والسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى بذرائع شتى وهو ما اتضح من خلال التصريحات التي صدرت عن عدد من المسؤولين الصهاينة, إلا أن رد فعل الشارع الفلسطيني والقيادات الإسلامية في القدس أذهل الاحتلال وضغط بشدة على حكومة نتنياهو أمام الرأي العام العالمي الذي لم يستطع إخفاء ما يجري من مواجهات واعتصامات في القدس ورفض الفلسطينيين الصارم الدخول للأقصى تحت القيود الأخيرة...

 

دلالات التراجع الصهيوني عن القرارات القمعية في الأقصى تؤكد نجاح الرهان على خيار المقاومة من الداخل كما يفعل الفلسطينيون منذ عشرات السنين وتؤكد أن خيارات الشجب والاستنكار والمؤتمرات والتنديد والاعتماد على المؤسسات الدولية لم تعد فعالة في مواجهة توحش الاحتلال المتزايد يوما بعد يوم استغلالا لوجود إدارة ترامب في البيت الأبيض..

 

مرة أخرى يضرب الشعب الفلسطيني أروع الأمثلة في الصمود والتصدي للقوة الغاشمة التي يمثلها الاحتلال المدجج بأحدث أنواع السلاح والعتاد ويوجه رسائل عديدة للداخل والخارج بأنه لن يتنازل عن أرضه ولا مقدساته مهما حدث وأن الحماية التي يحظى بها الاحتلال في المؤسسات الدولية ومن جانب الدول الكبرى لن تثنيه عن الاستمرار في المقاومة بالمال والنفس من أجل الحفاظ على حقوقه...

 

لقد حاول الاحتلال طوال السنوات الماضية إيهام العالم وبعض الدول العربية بأن الحل في فلسطين يمكن أن يكون عن طريق التفاوض والمباحثات وأثبتت التجربة أنها مجرد أوهام يبيعها الاحتلال للعالم من أجل كسب الوقت وتشويه المقاومة الفلسطينية وإجهاضها حتى يملي على الفلسطينيين بعد ذلك كل ما يريد من قرارات وإجراءات تتيح له التوسع والاستيلاء على المزيد من الأراضي...