العلم كأساس من اسس التربية الإيمانية .. (1)
22 رجب 1438
د. خالد رُوشه

الحاجة إلى العلم لا تقل عن الحاجة إلى الطعام والشراب والكساء والدواء، فإن القلوب لا تحيا بغير علم كما أن الأجساد لا تحيا بغير زاد ، والمنهج التربوي الإيماني يوجه نحو الاهتمام بتخريج جيل من طلبة العلم والعلماء العاملين الذين يلتف الناس حولهم، فالدعوة التي لا تخرج طلبة علم عاملين وعلماء ربانيين هي دعوة بحاجة للمراجعة في أصول عملها ومنهجيتها .

 

 

- نقصد بالعلم كأساس من أسس الطهارة القلبية علم الكتاب والسنة، العلم الشرعي الذي هو أساس ضروري في الطريق إلى الله سبحانه ، وإنما زل من زل في طريقه إلى الله سبحانه بسبب جهله وتركه العل ، وأيما دعوة أهملت العلم تهدمت، وصار بناؤها زورًا وعملها غرورًا.

 

 

 

- العلم الشرعي هو هدي الأنبياء، ومن تركه فقد ترك هديهم، والله سبحانه يقول: " أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده " ، وقال صلى الله ليه وسلم: (العلماء ورثة الأنبياء)([1]).

 

 

 

- الشريعة الإسلامية قد أمرت بالعلم وأوصت به وأكدت عليه وعلى فضل العلماء: قال الله تعالى: " هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون "

 

 

  • وقال صلى الله ليه وسلم فيما رواه الشيخان: (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين)([2]).

 

  • وقال صلى الله ليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية)([3]).

 

  • وقال صلى الله ليه وسلم: (من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له طريقًا إلى الجنة)([4]).

 

  • وقال صلى الله ليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) ([5]).

 

  • وقال صلى الله ليه وسلم: (من علم علمًا فكتمه ألجمه الله يوم القيامة لجامًا من نار)([6]).

 

  • وقال صلى الله ليه وسلم: (إن الله سبحانه وملائكته وأهل سماواته وأرضه حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير)([7]).

 

  • وقال أبو الدرداء رضي الله عنه : "لأن أتعلم مسألة أحب إليّ من قيام ليلة". وقال أيضًا: "العالم والمتعلم شريكان في الخير وسائر الناس همج لا خير فيهم".

 

  • وقال ابن مسعود رضي الله عنه : "عليكم بالعلم قبل أن يرفع، ورفعه موت رواته، وإن أحدًا لم يولد عالمًا، وإنما العلم بالتعلم".

 

  • وقال الشافعي رحمه الله: "طلب العلم أفضل من النافلة".

 

  • وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه : "تعلموا العلم؛ فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقه، وبذله لأهله قربه، وهو الأنيس في الوحدة، والصاحب في الخلوة، والدليل على الدين، والمصبر على البأساء والضراء، يرفع الله به أقوامًا فيجعلهم في الخير قادة سادة هداة يقتدى بهم، أدلة في الخير، تقتص آثارهم وترمق أفعالهم، يبلغ العبد به منازل الأبرار والدرجات العلى، والتفكر فيه يعدل بالصيام ومدارسته بالقيام، به يطاع الله U وبه يعبد وبه يوحد ويمجد وبه يتورع وبه توصل الأرحـام وبه يعرف الحلال والحرام، وهو إمام والعمل تابعه، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء".

 

  • وقال الحسن رحمه الله: "لولا العلماء لصار الناس مثل البهائم".

 

 - التعلم في الصغر([8]) له فضل كبير، ولعل من أنفس النصائح التي يمكن أن يقدمها العلماء للشباب هو حثهم على الإقبال على العلم في السن الصغيرة، فإنها فرصة على العاقل اغتنامها، فقد يعجز في المستقبل عما يستطيعه اليوم.

 

 

  • قال الحسن: "طلب العلم في الصغر كالنقش على الحجر".

 

  • وقال علقمه: "أما ما حفظت وأنا شاب، فكأني أنظر إليه في قرطاسه أو ورقه".

 

  • وقال الحسن بن علي لبنيه: "تعلموا العلم، فإنكم إن تكونوا صغار قوم، تكونوا كبارهم غدًا، فمن لم يحفظ فليكتب".

 

  • وروي عن لقمان أنه قال لابنه: "يا بني جالس العلماء، وزاحمهم بركبتيك، فإن الله يحيي القلوب بالحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء".

 

        ولذلك فينبغي على المناهج التربوية الإسلامية أن تولي اهتمامًا خاصًا بالأطفال الصغار وبالصبية، بحيث يحصلون قدرًا مناسبًا في سنهم الصغير.

        وأما الكبير الذي فاته عمر كثير ولم يحصل علمًا، فينبغي عليه ألا ييأس من طلب العلم وألا يفقد الرغبة في التحصيل بحجة تقدم السن به، فإنه إذا أخلص لربه سبحانه وأقبل على العلم هداه الله لما لم يكن يحتسب من الخير والله سبحانه يقول: " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "

 

                                                                                                  يتبع = (2)

 

([1])   رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع (6297).

([2])   البخاري، كتاب العلم ، باب من يرد الله به خيرا يفقه في الدين 1/71 فتح .

([3])   رواه البخاري، كتاب الأنبياء، 5.

([4])   رواه مسلم، كتاب الذكر والدعاء، 38.

([5])   رواه مسلم، كتاب الوصية، 14.

([6])   أخرجه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع (6284).

([7])   رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع (4213).

([8])   انظر جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر 1/82، المدخل إلى السنن الكبرى 445.