19 شوال 1443

السؤال

السلام عليكم.. أعاني من ضغط فكري بعد أي موقف صعب أمر به، مشكلتي ليست في الموقف الذي أمر به، المشكلة في عدم نسيان الموقف!!

أجاب عنها:
د. محمد العتيق

الجواب

السلام عليكم مرحبا بك أخي وشكرا على تواصلك مع موقع المسلم وثقتك به. ما ذكرت في سؤالك لا يعد مشكلة وإنما حاجة لمزيد من المهارات في التعامل مع الأحداث والمواقف. نحن في كثير من الأحيان لا نتلقى في مدارج التربية والتعليم في سواء المحيط الأسري أو التربية المدرسية المهارات اللازمة لتطوير طرائق التفكير واتخاذ القرارات الصحيحة عند التعامل مع المواقف المختلفة سلبية كانت أم إيجابية، ومن ذلك اكتساب القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة التي نتعرض فيها لضغط نفسي أو مواجهة حادة في سياق جدال أو نقاش – مثلا - أو حينما نتعرض بشكل مباشر لكلام أو فعل جارح أو انتقاد سلبي وما شابه. فيما يلي نقاط سريعة للنظر إلى الأمر: - التأثر النفسي من المواقف السلبية أمر طبيعي تماما ولا تعتقد أن أحدا ما لديه مناعة من التأثر وإن بدا منه غير ذلك. - يجب أن تضع الموقف الصعب في إطاره الصحيح وحجمه الواقعي بالنظر إلى طبيعته وأسبابه ومن قام به. يجب أن لا نتمادى في الاستنتاجات وتفريع اللوازم والنتائج من الموقف وتضخيمه في الذهن دون دلائل واقعية. ولنحذر من وسوسة الشيطان واستغلاله لبعض المواقف والأقوال والأفعال في زرع العداوة بين الناس. - تنمية الثقة بالنفس والرضا عن الذات تعطي حصانة جيدة من التأثر المبالغ فيه من الانتقاد السلبي أو المواقف الصعبة - كثرة المجادلة ومحاولة فرض وجهة النظر ومحاولة بيان خطأ الموقف بشكل ملح قد تعطي أثراً سلبيا، وفي المقابل فإن التغافل وتهوين الأمر وإنهاء الموقف بلباقة وابتسام تزرع اطمئنانا وثقة في النفس، وتفرغ القلب من الشحنات السلبية المتراكمة. - الانشغال بالهموم الكبرى والنظر في الأعمال والانجازات الملموسة، والانخراط في مشاريع عملية منتجة دون الانشغال بالناس وكثرة القيل والقال، أو كثرة الخلطة وخاصة مع البطالين وذوي الهمم المتدنية. - النظر في الذات من وقت لأخر وتفقد مواضع النقص واستثمار ملاحظات الآخرين وانتقاداتهم – وغن كانت قاسية ومؤلمة - في تحسين الأداء وتنمية الشخصية وتطوير الذات. وفقك الله وأعانك.