رقصة القومية العربية بين يدي السفير الصهيوني
3 رجب 1438
منذر الأسعد

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو فاضح -أخلاقياً وسياسياً- حيث ترقص فيه منى ابنة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر،  مع السفير الصهيوني في القاهرة!

 

ابتداء، لست مع الذين رشقوا عبد الناصر بالحجارة المعنوية، بناء على تصرفات ابنته بعد 47 من مهلكه.. فهذا لا يصح في دين الله الذي أرسى قاعدة المسؤولية الفردية: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} قبل تجار الحضارة بمئات السنين- ومع ذلك ما زالوا ينتهكونها معنا فعلاً لا قولاً!!-.

 

والباحث عن الحق ليس في حاجة إلى محاسبة الرجل بأثر رجعي،  ففي سجله من المخازي ما تنوء به العصبة المجرمة التي تأست بإجرامه في أكثر من بلد عربي (يكفي الاطلاع على كتابَيْ الراحل جلال كشك: ثورة يوليو الأمريكية و: كلمتي للمغفلين).

 

العار الشخصي والعائلي

طبيعي أن يثير ظهور السفير الصهيوني في حفل زفاف حفيد عبدالناصر،  موجة من الجدل،  وخاصة أن منى عبدالناصر سبق أن اتهمت المخابرات الصهيونية بالضلوع في اغتيال زوجها أشرف مروان في لندن.

 

وعُثر على مروان جثة هامدة على رصيف تحت شقته الفاخرة في حي كارلتون هاوس القريب من ساحة الطرف الأغر وسط لندن في يونيو/حزيران 2007.

 

وقالت زوجته إنه أسرّ إليها قبل 9 أيام من الحادث أن عناصر تصفية كانت تطارده،  وأن جهاز الموساد الصهيوني هو الذي قتله.

 

في الوقت الذي قالت فيه تقارير صحفية صهيونية إن مروان كان يعمل لحساب لاستخبارات الإسرائيلية،  وأمدها معلومات وصفها مسئولون صهاينة بأنها لا تقدر بثمن.

 

ووفق كتاب "الملاك أشرف مروان.. الموساد ومفاجأة يوم الغفران" للمحاضر الصهيوني البروفيسور أوري بار يوسيف،  واصل مروان تعاونه مع جهاز "الموساد" نحو ثلاثة عقود،  واستمر إلى ما بعد حرب 1973 التي أنذر هو إسرائيل بشنها قبيل موعدها بيوم.

 

العار الجماعي

الخلل في هذه المخلوقة نفسها أولاً،  عندما ترقص أمام الرجال الأجانب،  وتسمح بتصوير خزيها، ويحضر حفلة المجون سفير العدو الصهيوني.
هذا على المستوى الشخصي المباشر.

 

لكن لراقصة العار شركاء في جريمتها القبيحة،  هم تجار الممانعة الذين يحرسون المحتل ويزعمون أنهم أعداؤه وحدهم دون سواهم!! وهنا يفتضح السر وراء عارهم الأكبر بتأييد حارس الجولان المبيع بشار حافظ "إسرائيل" ضد شعبه الأعزل!!
لم نسمع لجرو من تلك الجراء النابحة همهمة فضلاً عن نباح!!

 

ولو أن حفلة العار هذه حصلت في دولة خليجية يناوئونها،  لاختزلوا بها تاريخ القضية الفلسطينية كلها ومصير القدس الشريف..

 

الفرق بينهم وبين المسلم الغيور على دينه العارف بحقيقة الصراع دون لبس ولا رياء، أن المسلم يرفض المنكر لأنه منكر وليس بحسب هوية صاحبه.

 

وهذه المفارقة نجدها في خطاب المتاجرة المجوسية بقميص فلسطين..
فقاعدة عسكرية أمريكية في بلد خليجي خيانة عند تلك الأبواق..

 

أما بيع الوريث المعتوه كل سوريا لروسيا وإيران تقرران كل شيء،  وتسرح عصاباتهم في شوارع البلد، وتفرض هيمنتها على بقايا عصابات الطاغية المسماة -زوراً وبهتاناً-: "الجيش العربي السوري"؛ كل هذا يبرره العملاء بأنه "تحالف" مع دول "صديقة"!!

 

فلنكن على وعي ولنحافظ على مقاييسنا الشرعية،  التي نمتاز بها عن العالمين،  ونحكم بها على الأفكار والأشخاص والجماعات!!