التلاعب الأممي بالمعارضة السورية
19 ربيع الثاني 1437
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

حتى هذا الوقت المتأخر من مساء الخميس ولا يعرف على وجه التحديد هل ستعقد المفاوضات الخاصة بسوريا والمسماه بجنيف 3 غدا الجمعة أم لا وذلك بسبب التلاعب الأممي بالمعارضة السورية التي طلبت تنفيذ مجموعة من الشروط تراها ضرورية لإثبات حسن النوايا وتوفر ظروفا مواتية لإنجاح المفاوضات..

 

المعارضة السورية طلبت وقف القصف على المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإغاثية ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة وهي أمور إنسانية ليست في حاجة للجدال والمناقشة ولكن حتى الآن المعارضة لم تتسلم موافقة واضحة وحاسمة عليها من الطرف الراعي للمباحثات..

 

رئيس الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية رياض حجاب أكد أن المعارضة لن تشارك في مفاوضات جنيف مع النظام السوري ما لم تستجب الأمم المتحدة للمطالب الإنسانية التي قدمتها المعارضة السورية، وأضاف حجاب "قد نذهب إلى جنيف، لكن لن ندخل قاعة الاجتماعات قبل تحقيق المطالب الإنسانية"؛لذلك حتى الآن لم يتضح هل ستذهب المعارضة إلى جنيف أم لا وإذا ذهبت هل تشارك في المحادثات أم لا...وقالت الهيئة العليا للمفاوضات التي تعقد اجتماعات متواصلة في أحد فنادق العاصمة السعودية منذ ثلاثة أيام، إنها لا تزال تنتظر ردا من الأمم المتحدة على مطالب إنسانية تقدمت بها. وقال سالم مسلط وهو متحدث باسم الهيئة، في بيان إن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ستافان دي مستورا بعث رسالة جوابية إلى المجتمعين أكد فيها "أن الفقرتين  12 و13 اللتين طالبنا بتنفيذهما، حق مشروع وتعبران عن تطلعات الشعب السوري وهما غير قابلتين للتفاوض" وأضاف المسلط أن الهيئة بعثت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "تطالب أعضاء مجلس الأمن وخاصة الدول الخمس الدائمة العضوية بالقيام بمسؤولياتها والتزامها بتطبيق القرار 2254. وننتظر الرد منه"....

 

المعارضة تتعرض لضغوط شديدة من جانب القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة من أجل المشاركة بأي شكل ودون أدنى شروط  فقد دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى البدء سريعا بالمفاوضات من أجل انتقال سياسي في سورية، وأضاف هولاند أن هذا الانتقال مرتبط "بمفاوضات سياسية تأخرت" في إشارة إلى إرجاء بدء هذه المفاوضات حتى الجمعة بعدما كانت مقررة في 25 يناير...

 

كما دعت الولايات المتحدة فصائل المعارضة السورية إلى المشاركة دون "شروط مسبقة" وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر "أمام وفد الهيئة العليا للمعارضة وفصائل المعارضة المختلفة في سوريا فرصة تاريخية للذهاب إلى جنيف وعرض الوسائل الملموسة لتطبيق وقف إطلاق النار وفتح ممرات انسانية وإجراءات اخرى كفيلة بإعادة خلق الثقة". وأكد أن "عليهم القيام بذلك بدون شروط مسبقة", على حد قوله..

 

من الواضح أن الغرب ومعه الطرف الآخر وهو نظام الأسد وحلفاؤه المعلنين إيران وروسيا يريدون تحميل المعارضة مسؤولية فشل المفاوضات قبل بدايتها؛ الأمر الذي جعل المعارضة تؤكد أن "من يمارس قصف المدنيين وتجويعهم" هو المسؤول عن عرقلة بدء محادثات السلام التي تسعى الأمم المتحدة لعقدها الجمعة...

 

في هذا الوقت ومع الفشل في الحصول على ضمانات أممية لتحقيق المطالب الإنسانية وإصرار المعارضة على موقفها صدرت تصريحات بأنه من الممكن تأجيل التفاوض للاثنين بدلا من الجمعة وهو التأجيل الثاني ولا يبدو في الافق أن هذا التاجيل يمكن أن يحل الأزمة إلا إذا قررت الأمم المتحدة والدول الكبرى ممارسة الضغط المناسب على نظام الأسد وحلفائه لوقف القتل والحصار والتجويع وهو أدنى ما يمكن لإطلاق مباحثات تتمتع بقدر من العدالة والشفافية.