الهجوم على الشريعة في بلاد المسلمين
15 محرم 1437
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

تعودنا بشكل أو بآخر أن نرى هجوما على الشريعة الإسلامية في بعض البلدان الغربية من بعض الساسة أو من بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة أو من بعض الجماعات النازية الجديدة المعادية للمهاجرين بشكل عام والمسلمين منهم بشكل خاص وقد زادت هذه الهجمات في الفترة الأخيرة لأسباب عديدة تكلمنا عنها في مقالات سابقة لكن أن نرى هذه الكثافة في الهجوم على الشريعة وعلى فرائض الإسلام في دولنا العربية وعلى مستوى يصل لبعض كبار المسؤولين فهذا هو الجديد..

 

نعم كانت هناك تصريحات تخرج من هنا وهناك في السابق ويتم الاعتذار عنها أو تأويلها عندما يرى صاحبها حدة الهجوم عليه أما الآن فهناك إصرار كبير بل ومنابر مستعدة لاستقبال والترحيب بهؤلاء القوم ولم يعودوا يأبهون للهجوم عليهم بل أصبح ذلك مدعاة للاستمرار في الغي..لقد بدأ تصاعد الهجوم عندما سمعما دعوة لأحد الكتاب المعروفين بمصر للنساء بخلع الحجاب مع تأكيد أن الحجاب ليس من الإسلام وطالب بمليونية في ميدان التحرير من أجل إطلاق تنفيذ دعوته ورأينا استقبالا كبيرا لمعظم البرامج الحوارية لهذا الكاتب من أجل الاطلاع على دعوته بل وجدنا من يرحب بها من الإعلاميين وكانت حجة البعض "الانتقام من التيار الإسلامي" وكأن الحجاب من اختراع هذا التيار وأنه بعد مرور هذه القرون في بلد تفخر بوجود أكبر جامعة إسلامية فيها تحتاج لمن يشرح فرضية الحجاب..

 

وكان قبل هذه الدعوة قد شن وزير الثقافة في أول حكومة للرئيس عبد الفتاح السيسي, وهو كاتب يساري معروف, هجوما عنيفا على الحجاب مدعيا أنه "ردة ثقافية" وأعرب عن امتعاضه من ارتداء الطالبات للحجاب في الجامعة ..

 

مع مرور الوقت بدأت العدوى تنتقل إلى بلدان مجاورة فسمعنا من وزير العدل التونسي السابق كلاما عن ضرورة إلغاء تجريم الشذوذ الجنسي في البلاد تحت دعاوى متهافتة كما خرج وزير النقل التونسي لكي يصرح بأن الحجاب يضعف السمع رافضا ارتداء المضيفات للحجاب وهو ما أيدته شركة الطيران الحكومية وبعض الأقلام العلمانية في وقت سخر منه المتخصصون في الطب الذين أكدوا أنه لا صحة مطلقا من الناحية العلمية لهذا الكلام..

 

بعد برهة من الوقت وصلت الدعوة إلى المغرب حيث أطلقت منظمة حقوقية مستقلة دعوة طالبت فيها بمساواة المرأة بالرجل في الميراث ضاربة عرض الحائط بأحكام المواريث في الشريعة الإسلامية وموجهة كلامها للحكومة لكي تنفذ هذا الطلب بزعم أنه "يمنح المرأة حقها" وكانت المغرب قد شهدت هجوما علمانيا على زيارة للداعية الإسلامي الشيخ محمد العريفي وتم اتهامه بالعديد من الاتهامات الباطلة والإساءة إليه وإجباره على إلغاء الزيارة بحجة أنه يحرض على "العنف والإرهاب"..

 

المدقق فيما سبق وغيره كثير يجد أن الحملة مدبرة ومخططة من أجل طمس هوية البلاد العربية وركوب الموجة الغربية التي تحاول توجيه كل السلبيات للإسلام تحت لافتة مكافحة "داعش" ..

 

العلمانيون العرب يشعرون بالامتهان الشديد بعد ان سحب الإسلاميون البساط من تحت أرجلهم في العقود الأخيرة وازدياد شعبيتهم بشدة وعندما جاء الربيع العربي أكد على هذه الشعبية فأظهر العلمانيون مكنوناتهم من الحقد والغل واستغلوا العثرات المتتابعة للربيع العربي لكي ينفثوا سمومهم في الإسلاميين ومرجعيتهم التي هي الشريعة الإسلامية, ومع الأسف نجح البعض من هؤلاء في الوصول لمقاعد المسؤولية وبدأ في شن حرب لا هوادة فيها على الهوية الإسلامية وهو ما ينذر بعواقب وخيمة ويزيد من حالة الاحتقان التي تمر بها العديد من دول المنطقة.