أنت هنا

25 ذو الحجه 1436
المسلم - متابعات

كشف أول استطلاع ميداني للرأي - أجري بين اللاجئين السوريين القادمين مؤخرا إلى ألمانيا- أن السبب الرئيسي لمغادرتهم بلدهم هو البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات جيش النظام وليس "عنف" تنظيم الدولة الإسلامية، وتمنى أكثرهم العودة لبلادهم بمجرد رحيل الرئيس بشار الأسد.

 

وأجرت الاستطلاع منظمة "تبنوا الثورة" المكونة من ناشطين ألمانيين وسوريين، وأشرف على الاستطلاع مركز "برلين للبحوث الاجتماعية"، وشمل تسعمئة لاجئ تم اختيارهم عشوائيا من القادمين حديثا إلى مراكز الاستقبال الأولية بخمس ولايات ألمانية.

 

وقال 95% من المشاركين في الاستطلاع -الذي تم عرض نتائجه الأربعاء بمقر المؤتمرات الصحفية للحكومة الألمانية في العاصمة برلين- إنهم فروا من بلادهم بسبب الاضطرابات الدامية المستمرة.

 

وحمل 70% من المستطلعين الأسد مسؤولية هذه الاضطرابات بينما ألقى 32% بالمسؤولية على تنظيم الدولة و18% على الجيش السوري الحر، و16% على تنظيم القاعدة وجبهة النصرة، و8% على المسلحين الأكراد.

 

وأرجع 86% من المستطلعين السبب الثاني لمغادرتهم سوريا إلى خوفهم من الاعتقال، من النظام وتنظيم الدولة.

 

وذكر 73% من الذين شملهم الاستطلاع أن حياتهم كانت مهددة من البراميل المتفجرة التي يواصل جيش النظام قصف المدن المختلفة بها، وأوضح الاستطلاع أن 58% من هذه النسبة كان يمكنهم البقاء ببلادهم لو توقف قصف هذه البراميل المتفجرة بإقامة منطقة آمنة يحظر على جيش الأسد التحليق فيها، في حين اعتبر 24% أن تقديم مساعدات إنسانية أكثر للسوريين في مدنهم المضطربة كان سيساعدهم على البقاء فيها.

 

وقال 52% من المستطلعين إنهم سيعودون لبلادهم إذا رحل الأسد، بينما أوضح 8% أنهم يفضلون البقاء في ألمانيا، لكن نحو النصف ممن عبروا عن الرأي الأخير رأوا أن إزاحة الأسد من السلطة تمثل مفتاحا لعودة السوريين لبلادهم.

 

واعتبر إلياس بيرابو -مؤسس منظمة "تبنوا الثورة" التي أجرت الاستطلاع- أن أبرز نتيجة أظهرها هذا الاستطلاع بوضوح هي رغبة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين وصلوا موخرا لألمانيا في العودة لسوريا دون الأسد.

 

وقال بيرابو : إن نتيجة استطلاع الرأي جاءت مخالفة للتصور السائد لدى الرأي العام الألماني من أن "إجرام تنظيم الدولة وراء لجوء السوريين إلى أوروبا، حيث أظهرت بوضوح أن أكثرية السوريين سلكت طريق اللجوء الطويل للدول الأوروبية خوفا على حياتها من براميل الأسد المتفجرة وليس من عنف التنظيم".

 

وأضاف أنه "إذا أردنا الحديث عن سوريا فلا ينبغي التركيز فقط على تنظيم الدولة كما يحدث الآن، لأن المطلوب قبل أي شيء هو حل سياسي أساسه رحيل الأسد حتى تتجه الأوضاع للاستقرار"، ورأى "أن الحملة الجارية ضد تنظيم الدولة لن تحقق شيئا طالما ظل رئيس النظام السوري بالسلطة".

 

وخلص إلى أن اللاجئين يرون أن مخرج بلادهم من أزمتها يكمن في تدخل عاجل من المجتمع الدولي لإقامة منطقة آمنة من القصف بالبراميل المتفجرة فوق الأراضي السورية.

 

في السياق يشير حايد حايد -عضو منظمة "بدائل لتحقيق السلام في سوريا" إحدى المنظمات المشاركة في استطلاع الرأي- إلى أن "السوريين يرون في الأسد عدوهم الأول، ويأتي تنظيم الدولة في المرتبة الثانية"، وتابع "أن اللاجئين طالبوا بحل سياسي عادل وشامل يقضي برحيل الأسد ومحاسبة القتلة".

 

ونقل حايد عن اللاجئين أن هاجس السوريين المتواجدين في الداخل هو في البراميل المتفجرة التي تلقيها قوات النظام.

 

وفي سياق النتيجة التي كشف عنها استطلاع الرأي بين اللاجئين السوريين، دعا جيم أوزدمير -رئيس حزب الخضر الألماني المعارض- حكومة المستشارة أنجيلا ميركل إلى "إدراك أن السبب الرئيسي للجوء السوريين هو الأسد وبراميله المتفجرة.

 

وقال أوزدمير -في تصريحات صحفية ببرلين- : إن "إيقاف إرهاب تنظيم الدولة مطلوب لكن السلام في سوريا لا يمكن تحقيقه بوجود بشار الأسد".