صفعة جديدة على وجه طاغية الشام
5 شعبان 1436
تقرير إخباري ـ المسلم

لم يعد خبر انتصارات المجاهدين في سورية جديدا بعد أن توحدت الفصائل المقاتلة في إدلب تحت مسمى "جيش الفتح" , لتُستنسخ هذه التجربة الوحدوية في كل من حلب ودرعا وريف دمشق , وتتوالى أخبار انتصارات جهاد أهل الشام على جميع الجبهات , وتتوالى معها انتكاسات وهزائم المليشيات الأسدية والصفوية التي تؤكد أنها لم تكن قوية إلا بمقدار تفرق الفصائل المقاتلة على الأرض , فما إن توحدت تلك الفصائل حتى بدت حقيقة ضعف وخوار قوى الشر والطغيان .

وإذا كانت الصفعة الأخيرة على وجه طاغية الشام هي الأشد والأعنف , نظرا لكونها قد كشفت عجز النظام وأزلامه عن مواجهة ضربات المجاهدين , وأكدت عدم قدرة أعداء الثورة السورية المباركة على الوفاء بوعودهم المعسولة لأتباعهم , بل عدم استطاعتهم حماية جنودهم من الموت المؤكد الذي ينتظرهم , فإنها على كل حال لا يبدو أنها ستكون الصفعة الأخيرة , بل ستتبعها الكثير من الصفعات – بإذن الله - حتى يأتي دور الضربة القاضية التي تسدل الستار على حقبة حكم النصيرية المظلم على أرض الشام المباركة .

نعم .... لقد فشل طاغية الشام في تحقيق وعده بفك الحصار عن مشفى جسر الشغور الوطني , وذلك في آخر ظهور له في مدرسة الشهداء في السادس من أيار/ مايو الجاري , تماما كما فشل في إنفاذ الكثير من وعوده السابقة بإنهاء معركة حلب خلال أسابيع , فها هو جيش الفتح يسيطر أمس الجمعة على آخر موقع كان يتحصن فيه العشرات من قوات النظام السوري منذ نحو شهر .

وعلى الرغم من الغارات الجوية الهسترية التي حاول من خلالها النظام التغطية على هروب ضباطه وجنوده عبر مجارير المياه إلى خارج المشفى للنجاة بأنفسهم , بعد أن أحكم جيش الفتح الحصار عليهم وبدأ بحفر أنفاق تحت الأرض لنسفهم أو الوصول إليهم ..... إلا أن النهاية لم تكن كما يشتهي النظام وأزلامه , فخطة الثوار كانت محكمة , وقد استدرجوا أتباع النظام إلى هذا السيناريو ليجبروه على الهروب والخروج من مكانهم المحصن , لكونوا بين قتيل وأسير وملاحق في البساتين والمناطق القريبة المحيطة .

والحقيقة أنه منذ سقوط مدينة جسر الشغور بيد جيش الفتح في 25 نيسان/ أبريل الماضي , و النظام السوري يحاول فك الحصار المفروض على المشفى بكل الوسائل ليحفظ ماء وجهه بعد الوعود الكثيرة التي أطلقها دون جدوى , لتأتي هذه الصفعة الجديدة أشد إيلاما من سابقتها , وأكثر تأكيدا على زيف و هشاشة العنجهية التي كان يتبجح بها أتباع وأزلام هذا النظام .

لا شك أن هذه الصفعة القوية لم تكن دون تداعيات , فقد زادت هذه الصفعة من مخاوف وهواجس مؤيدي النظام السوري - وعلى رأسهم إيران وروسيا بالإضافة لأمريكا والغرب – من إمكانية وصول المجاهدين إلى أبواب المدن الساحلية – اللاذقية و طرطوس معقل الطائفة النصيرية ومركز المصالح الروسية والغربية والصفوية – ناهيك عن إمكانية وصولهم إلى دمشق ذاتها , واحتمال سقوط هذا النظام المتهاوي في أي لحظة .

ومن هنا فإن الثورة السورية – كما يؤكد الكثير من المحللين – تمر بأدق وأخطر مراحلها على الإطلاق , فالمؤامرات والمخططات الغربية بدأت بالتحرك لمنع سقوط طاغية الشام على يد الثوار , و محاولة إنقاذه عبر المبادرات والمفاوضات التي يأتي في مقدمتها لقاءات جنيف التي يجريها الموفد الدولي "ستيفان ديمستورا" هذه الفترة , كما أن كاتبا سوريا - إبراهيم الجبين - كشف عن مشروع حمله معارضون لواشنطن لحماية دمشق والساحل .

ويوضح الجبين أن "مشروع حماية دمشق يهدف إلى التقاطع مع مشروع وقف إطلاق النار الذي طرحه دي مستورا في حلب ولم يلاق القبول من قوات المعارضة السورية ، وهو يسعى اليوم إلى تطبيقه على دمشق والساحل السوري ، والحماية الدولية ستطلب من التحالف الدولي الذي يحارب داعش ، اعتبار أية قوات مسلحة معارضة تتقدم نحو العاصمة دمشق أو مناطق الساحل ، هي قوات جهادية إرهابية ، تهدد المدنيين ، ويجب أن يتم استهدافها".

إنها في الحقيقة تحديات كبيرة تواجه جهاد أهل الشام , وقد بات القاصي والداني يعلم أن حسم الحرب في سورية هي الخطوة الأهم و الأخطر لبلورة الصورة النهائية للخريطة المستقبلية للشرق الأوسط , بل هي المعيار الأبرز والميزان الأدق لنجاح أو فشل المشروع الصفوي في المنطقة .

ومن هنا فإن مسؤولية الدول الداعمة لجهاد أهل الشام تزداد , فالجميع بات يدرك أن المعركة مع المشروع الرافضي و داعميه باتت معركة وجود , لا يجدي معها التنازلات أو المفاوضات العبثية , وأنه مع كل تقدم للثوار في سورية , و مع كل صفعة جديدة على وجه طاغية الشام , ستزداد التحديات والضغوطات , فنسأل الله للدول الداعمة لثورة الياسمين الثبات و التأييد أمام ما ينتظرهم من تحديات .