الاعتداء الحوثي على نجران
18 رجب 1436
خالد مصطفى

يبدو أن مليشيات الحوثيين الشيعة في اليمن وصلوا لمرحلة من اليأس والضعف حتى أنهم أرادوا أن ينقلوا المعركة من اليمن إلى الأراضي السعودية بشكل عشوائي في محاولة لصرف النظر وتخفيف الضغط بعد الخسائر التي تكبدوها داخل اليمن..إن القصف العشوائي من الحدود اليمنية السعودية داخل الأراضي السعودية بالشكل االذي جرى الثلاثاء من قبل المليشيات الحوثية واستهدف ممناطق مدنية في نجران, دليل عجز أكثر من أنه دليل قوة لأن الحوثيين كانوا في البداية يراهنون على الاقتحام والاشتباك مع قوات حرس الحدود السعودية لكي يبرهنوا لمن وراءهم على قوتهم وتمكنهم من رد الهجوم السعودي مع دول التحالف العربي عليهم إلا انه مع مرور الوقت وفشلهم في اختراق الحدود ووقوف حرس الحدود السعودي لهم بالمرصاد أصيبوا بصدمة كبرى فما كان منهم إلا أن قاموا بهذه المحاولة السقيمة للفت الأنظار وترويع المدنيين...

 

إن ما جرى يذكرني بصواريخ صدام حسين التي سددها في اتجاه الأراضي السعودية خلال معركة عاصفة الصحراء لتحرير الكويت في بداية التسعينيات من القرن الميلادي الماضي, والتي لم تزد على مناوشات فارغة اضطر بعدها صدام للإعلان عن الانسحاب من الكويت والقبول بشروط الأمم المتحدة, وهو ما سيلجأ إليه الحوثيون آجلا أم عاجلا لأن القصف من مسافات بعيدة لا يحسم معارك خصوصا عندما تواجه مجموعة من الدول المجهزة عسكريا والتي تملك قوة ردع كبيرة من سلاح الجو إلى سلاح المدفعية مرورا بسلاح البحرية وهو ما لا تمتلكه المليشيات الحوثية..

 

الحوثيون يراهنون على حروب الشوارع التي لهم فيها باع كبير لذلك لم تتدخل قوات التحالف بريا حتى الآن في اليمن حتى تفوت الفرصة على الحوثيين وتركت هذه المهمة لقوات المقاومة الشعبية الموالية للسلطة الشرعية...الحوثيون من جهتهم يحاولون إفساد الاجتماع الذي أعلنت عنه السعودية ودعت فيه الأطراف اليمنية للتباحث في الرياض من اجل التوصل لحل للأزمة بشكل سلمي وهو ما سيظهر حقيقة الحوثيين الدموية...

 

من وراء الحوثيين بدأوا يكشفون بوضوح عن نواياهم ومخططاتهم بعد أن ظلوا زمنا يخادعون ويوهمون العالم بأنهم يريدون حلا سلميا للأزمة اليمنية فقد اعتبر قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، أن أحدث منجز للثورة الإيرانية نشهده اليوم في اليمن حيث يصمد من أسماه "الشعب اليمني" ويقاوم أمام نظام "الهيمنة" ـ على حد زعمه ـ وهو اعتراف بالتدخل الإيراني في اليمن وبتأسر الحوثيين بنظام ولاية الفقيه الشيعية, متجاهلا جموع القبائل اليمنية الناهضة للتمرد الحوثي على السلطة الشرعية...

 

كذلك جدد الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصرالله هجومه على السعودية والتحالف العربي متهما إياه بأنه "يريد الهيمنة" على اليمن ولم يقل لنا وماذا تريد إيران من اليمن؟! كما لم يخبرنا عن المسؤول على الانقلاب على السلطة الشرعية في البلاد بالقوة العسكرية؟! ولم يفهمنا ماذا تفعل قواته في سوريا منذ سنوات؟!..

 

إن محاولات الهيمنة هي الطريقة التي تسير عليها طهران منذ أكثر من 10 سنوات في المنطقة وخططت لها بروية طوال 10 سنوات سابقة على الأقل وما تفعله القوات العربية في اليمن هي مواجهة متأخرة لهذه المخططات التي ستودي بالمنطقة للانهيار لمصلحة الإمبراطوية الفارسية القادمة...

 

إن التحالف العربي يواجه ضغوطا كبيرة من قوى إقليمية وعالمية للتوقف أو تخفيض سقف أهدافه من عملية إعادة الأمل وهذا ليس لمصلحة الشعب اليمني إنما لمصلحة الإخطبوط الصفوي الذي يمد أذرعه ومخالبه لالتهام الضحايا.. إن أي تنازل في هذه المرحلة ولو قيد أنملة للتحالف الصفوي في المنطقة سيعقد لعشرات السنوات القادمة طرق مواجهته ويحد من كفاءتها..