أنت هنا

11 ربيع الثاني 1436
المسلم ــ الهيئة نت

اكدت هيئة علماء المسلمين في العراق ان الجرائم الوحشية التي يتعرض لها ابناء محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، في ظل حكومة (العبادي) بدأت تفوق جرائم حكومة المالكي.. مستنكرة مواقف المسؤولين في ما يسمى مجلس المحافظة وعلى رأسهم المحافظ الجديد (صهيب الراوي) لأنهم بمنزلة من باع أهله وأرضه للمجرمين والطائفيين بحفنة من عرض الدنيا الزائل.

وقالت الهيئة في بيان اصدرته مساء اليوم إن الناس في مناطق (المضيج، والصوفية، والسجارية، والبوغانم، والبوفراج، والبوعلوان، والخالدية، والحبانية) جنوب شرقي مدينة الرمادي بدأوا يبثون شكواهم من الوضع المأساوي الذي سببته لهم الحكومة المحلية الجديدة لمحافظة الأنبار التي استقدمت ميليشيات الحشد الشعبي تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وسلموا مناطقهم إليها.

 

واوضح البيان ان المسؤولين عن إدارة المحافظة ومجلسها المزعوم لم يعد لهم من دور سوى تسلم المرتبات، والمحافظة على الامتيازات، ومنح الشرعية للميليشيات المسعورة التي تمارس باسمهم جرائمها الوحشية .. مشيرا الى ان تلك الميليشيات الدموية ـ ومعها أشخاص بوجوه كالحة وعمائم سوداء ـ استغلت الوضع الحالي أيما استغلال وبدأت تفرض سلطتها على الدوائر الحكومية، واقدمت على اغتصاب جوامع المناطق وجعلتها مقرات عسكرية لها، كما تستفز الأهالي بممارسات وطقوس طائفية لا تمت إلى واقعهم بصلة.

 

ولفتت الهيئة، الانتباه الى ان أهالي المناطق المذكورة اصبحوا يعيشون اليوم أوضاعا صعبة، وسط حالات من الهلع والرعب الشديدين خشية أن يكون مصيرهم كمصير أهالي (بروانة) بمحافظة ديالى الذين تعرضوا لإبادة جماعية على أيدي الميليشيات الإرهابية التي تستبيح مناطقهم، لا سيما ان المجرم المخضرم (هادي العامري) الذي قاد تلك المجازر الجماعية قد وصل يوم أمس إلى قاعدة (الحبانية) برفقته زمرة من العصابات الميليشياوية وقادة فرق الموت وأعداد من العصابات الإيرانية.

واشارت هيئة علماء المسلمين في ختام بيانها الى ان العائلات المتبقية في كثير من المناطق بدأت بالنزوح هربا من الظلم الذي يقع عليها، لكن نقاط السيطرة التي تديرها الميليشيات الدموية أغلقت جميع الطرق امامها لمنعها من مغادرة مناطقها، كما ابلغتها وبكل وقاحة ان هذه الإجراءات التعسفية هي عقوبة لابنائها  لأنهم (دواعش) ويجب أن يقتلوا .. محملة حكومة العبادي ومجلس محافظة الأنبار، المسؤولية الكاملة عن كل قطرة دم بريئة تراق في هذه المحافظة، وعن كل ما يصيب أهلها من ضر في الدين والممتلكات والأرض والعرض.

وفيما يأتي نص البيان:

بيان رقم (1049)
المتعلق بالوضع المأساوي الذي يعيشه أبناء محافظة الأنبار

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
    فإن الناس في مناطق (المضيج، والصوفية، وسجارية، والبوغانم، والبوفراج، والبوعلوان، والخالدية، والحبانية) جنوب شرق الرمادي بدأوا يبثون شكواهم من الوضع المأساوي الذي سببته لهم الحكومة المحلية الجديدة لمحافظة الأنبار المتمثلة بالمحافظ "صهيب الراوي" وبمجلس المحافظة، ويقولون إن هؤلاء قد استقدموا إلى مناطقهم وعموم محافظة الأنبار ميليشيات "الحشد الشعبي" تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، وسلموا مناطقهم إليها.

 

    وقد بدا للجميع أن إدارة المحافظة ومجلسها المزعوم لم يعد لهم من دور سوى تسلم المرتبات، والمحافظة على الامتيازات، ومنح الشرعية للميليشيات المسعورة لتمارس باسمهم جرائمها ووحشيتها.

 

    وقد استغلت تلك الميليشيات الإجرامية ـ ومعها أشخاص بوجوه كالحة وعمائم سوداء ـ هذا الوضع أيما استغلال فبدأت تفرض سلطتها على الدوائر الحكومية وجميع الإجراءات الرسمية، وتقوم باغتصاب جوامع المناطق وجعلها مقرات عسكرية لها، وتستفز الأهالي ـ في الوقت ذاته ـ بممارسات وطقوس طائفية لا تمت إلى واقعهم بصلة.

 

    ويعيش الأهالي اليوم أوضاعا صعبة، ويعاني معظمهم حالات من الهلع والرعب الشديدين تخوفا من أن يكون مصيرهم كمصير أهالي بروانة في المقدادية الذين تعرضوا لإبادة جماعية على أيدي الميليشيات الإرهابية التي تستبيح مناطقهم، لا سيما وأن من قاد المجازر الجماعية هو نفسه من وصل يوم أمس إلى قاعدة الحبانية وهو المجرم المخضرم (هادي العامري) وبرفقته زمرة من العصابات الميليشياوية وقادة فرق الموت وأعداد من العصابات الإيرانية الذين يحلو لإيران ولحكومة العراق بأن يسمونهم "مستشارين"؟!.

 

    وقد أخذت العوائل المتبقية في كثير من المناطق بالنزوح هربا من الظلم لكن نقاطا للسيطرة تديرها الميليشيات أغلقت الطرق عليهم لمنعهم من مغادرة مناطقهم، وأخبرتهم ـ بكل وقاحة ـ أن هذه الإجراءات تأتي عقوبة لهم لأنهم "دواعش" ويجب أن يقتلوا.

 

    إن هيئة علماء المسلمين إذ تدين هذه الجرائم التي تجري في ظل حكومة العبادي الجديدة، والتي بات من المؤكد أنها امتداد لجرائم حكومة المالكي، وأنها في بعض المواطن بدأت تفوقها جرما؛ فإنها تبين إن الإدانة موصولة إلى مجلس المحافظة وعلى رأسهم المحافظ الجديد الذين لا تقل مواقفهم جرما، لأنهم بمنزلة من باع أهله وأرضه للمجرمين والطائفيين بحفنة من عرض الدنيا الزائل، وتحمل الهيئة حكومة العبادي ومجلسها في محافظة الأنبار المسؤولية الكاملة عن كل قطرة دم بريئة تراق في هذه المحافظة، وعن كل ما يصيب أهلها من ضر في الدين والممتلكات والأرض والعرض.

 

الأمانة العامة
11 ربيع الثاني/ 1436 هـ
31/1/2015 م