الموتورون وحادثة "شارلي إيبدو"
26 ربيع الأول 1436
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

كشف الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة في باريس والذي أسفر عن مقتل 12 شخصا عن حجم عدد الموتورين من الإسلام وأهله والمتمسكين به قولا وعملا, كما كشف تناقضات كثيرة يعيشها الغرب ويتذرع فيها بحرية الرأي والتعبير وحجم الهلع من كل ما هو إسلامي مهما كان مسالما...

 

لقد استغلت عدد من الفئات الحادثة لكي تظهر كراهيتها للإسلام وتعاليمه عن جهل أو عن عمد مسددين سهامهم لأحكامه وشريعته والمتمسكين به متحججين بالحادثة...لقد انتهز الكيان الصهيوني الحادثة لكي يسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على نطاق واسع في أجهزة إعلامه المختلفة محاولا إلصاق تهمة "الإرهاب" بالمسلمين وبحركات المقاومة للاحتلال وليلقي بالاتهامات على حركة حماس ناسيا جرائمه في حق الأطفال والمدنيين في غزة ووجد من يستمع إليه ويستقبله مرحبا فأصبح أمام العالم نتنياهو بريئا وحماس مدانة لا لشيئ إلا أن حماس مسلمة ونتياهو يهودي!...

 

في نفس الوقت شن الإعلام العلمانيفي بلادنا الكاره للشريعة هجوما واسعا على كافة الحركات الإسلامية وعلى الشريعة نفسها واصفا إياها أنها "لا تصلح لكل عصر وأن زمنها انتهى", على حد زعمه, بل وصل الأمر بالطعن في صحيح البخاري وما يقدسه المسلمون من أحكام ونصوص بشكل عام ومطالبات بتغييرها! ولم يكتفوا بالتوجه لأهل الاختصاص للقيام بهذا الدور بل توجهوا أيضا لمذيعين مشبوهين وممثلات متهتكات للمساهمة بالقيام بهذا الدور مما يعني أن القضية أبعد من إصلاح خطاب بل تحريف منهج لجعله على مقاسهم ومقاس أسيادهم...

 

لقد أصبحت القضية هي علمنة الإسلام وجعله موافقا لأهواء الجهلاء والمنحرفين والاعتماد على النصوص الضعيفة وشذوذات بعض العلماء لكبح جماح المد الإسلامي وإعادة الحياة للحركات الميتة في عالمنا مثل الشيوعية واليسارية والليبرالية والتي تفتقد للظهير الشعبي وهو ما يقلقها ويثير غلها وحقدها الدفين على التيار الإسلامي..إن الخطورة الكبيرة ليست في الحرب الشعواء التي يشنها الغرب على المسلمين فهو أمر معتاد منذ أزمنة بعيدة بل الخطورة الحقيقية في الحملة التي يشنها الطابور الخامس في بلادنا من أجل صناعة مسخ مشوه يدعون أنه "الدين الإسلامي المعتدل" وأن ما عداه هو التطرف وإجبار الناس على التزام به وإلا وصموا بـ "الإرهاب"...

 

إنك لتتعجب عندما ترى إعلامي عربي ينتسب للإسلام وهو يهاجم المسلمين ويحملهم مسؤولية الهجمات الأخيرة ويوجه لهم عبارات السخرية والسباب والإهانة ويصمهم بالجهل, بينما يخرج مذيع بريطاني لكي يدافع عن الإسلام وأهله رافضا مطالبتهم بالاعتذار....

 

ولكن وفي ظل هذا الركام خرج بصيص من نور لكي يبث الأمل في نفوس المسلمين وهو موقف القادة الأتراك مما جرى وانتقاداتهم اللاذعة لازدواجية المعايير الغربية ورفضهم تصاعد مشاعرالعداء للمسلمين في الغرب والهجوم على مساجدهم, بينما يترك فيه الصهاينة يذبحون الآلاف دون توجيه لوم أو عتاب.