29 صفر 1436
المسلم ــ متابعات

اقتحمت جماعات من المستوطنين المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم الأحد، من باب المغاربة بحراسةٍ مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة.

وذكرت مصادر مقدسية أن شرطة الاحتلال حالت دون وقوع مواجهات واشتباكات بالأيدي بين مستوطنين متطرفين والمصلين، في حين تدخل حراس المسجد لمنع اعتقال أي مواطن أو مرابطة منه.

وفي تصريحات إعلامية، قال أحد حراس المسجد الأقصى، إن نحو 40 مستوطنًا اقتحموا ساحات الأقصى صباح اليوم قدومًا من باب "المغاربة"، إلا أن المرابطين والمتواجدين داخل المسجد الأقصى تصدوا لهم بالتكبيرات.

وفي السياق نفسه، أشار الحارس إلى أن أحد المستوطنين حاول صباح اليوم أداء بعض الصلوات اليهودية بالقرب من أحد أبواب المسجد، إلا أن تنبه المصلين له حالت دون ذلك حيث قام المصلون بطرده من المكان.

وبدأ التوتر يتصاعد حينما تعمدت مجموعة من المستوطنين الجلوس على إحدى مصاطب العلم قرب باب المغاربة لاستفزاز طلبة مجالس العلم الذين شرعوا بالاحتجاج بصيحات التكبير والتهليل، وعبارات الإدانة لتصرفات شرطة الاحتلال ومستوطنيه.

وبينت المصادر أنه يتواجد عدد كبير من المصلين وطلبة مجالس العلم ومدارس القدس في المسجد المبارك، إضافة إلي الانتشار الواسع لحراس وسدنة المسجد المبارك في كافة أرجائه.

وكانت الجماعات اليهودية المتطرفة نظمت الليلة الماضية، احتفالات خاصة بعيد الأنوار "الحانوكاة" العبري، وأشعلت النيران على بعد أمتار من المسجد الأقصى، وتحديدا في مرتفع قرب حائط البراق، بمشاركة عدد من قادة الاحتلال وكبار "الحاخامات".

فيما دعت منظمات الهيكل المزعوم المتطرفة أنصارها إلى المشاركة في اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى يوم غد الاثنين، ودعت المتشددين من سكان مستوطنة "مودعين" قرب رام الله، للمشاركة في هذا الاقتحام، وتنفيذ ما أسموه الجزء الثاني من برنامج عيد الأنوار "الحانوكاة"، وتنظيم فعاليات خاصة فيه.

من جهته، حذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، من اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، مطالبًا أهل بيت المقدس بشد الرحال إليه في أعقاب دعوات الجماعات اليهودية الصهيونية لاقتحامه غدًا الاثنين بمناسبة ما يسمى بعيد "الحانوكاه".

وقال الشيخ صبري لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" إن اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك التي تدعو إليها الجماعات اليهودية المتطرفة ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة لأن المخططات الاحتلالية طامعة بالمسجد الأقصى المبارك وتخطط لوضع اليد عليه.

وأشار إلى أن المرابطين والمرابطات يقومون بواجبهم الديني في حماية المسجد وصد هذه الاعتداءات.

واستنكر رئيس الهيئة الإسلامية العليا مثل هذه الاعتداءات التي تؤدي إلى التوتر في الأقصى ومحيطه، محملاً الحكومة الصهيونية اليمينية مسؤولية هذا التوتر، ومطالبًا الذين يدعون للتهدئة، بأن يرفعوا أيديهم عن الأقصى وأن يمنعوا هؤلاء المتطرفين من اقتحامه.

وقال إن الجماعات اليهودية المتطرفة تستغل أعيادهم الكثيرة والتي آخرها عيد "الأنوار"، والذي يسمونه "الحانوكاه" للانقضاض على المسجد الأقصى، مشيرًا إلى المسيرات التي نفذوها مساء أمس السبت، في أزقة القدس، بغرض الاستفزاز والتحدي لمشاعر المواطنين المقدسيين.

وأكد الشيخ صبري أن الغطرسة والعربدة للجماعات المتطرفة لن تكسبهم أي حق في القدس ولا بالأقصى.
 
في السياق ذاته، حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى محمد حسين، من دعوات منظمات يهودية لاقتحام المسجد الأقصى المبارك غدًا الاثنين، مشيرًا إلى أن تلك الدعوات "تأتي في سياق الحملة المسعورة التي تقودها حكومة الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة ضمن خطة باتت خيوطها تتعرى للعيان شيئًا فشيئًا".

وبين حسين في بيان له اليوم، أن هذه الدعوات وخططها تحريضية عدوانية لتدنيس المسجد الأقصى المبارك ورحابه والعبث به، مناشدًا المصلين من أهل القدس والداخل الفلسطيني ومن يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى من مختلف أرجاء فلسطين، بتكثيف شد الرحال إليه، وتعزيز تواجدهم فيه من أجل حمايته، والحفاظ عليه من الاعتداءات والانتهاكات المستمرة والمتزايدة ضده.

ودعا الشيخ حسين الأمتين العربية والإسلامية إلى بذل أقصى الجهود العملية لحماية المسجد الأقصى المبارك والقدس، ونصرتهما، بكل ما أوتوا من وسائل وطرق، للحفاظ على طهارة المدينة المقدسة، ومنع محاولات التدنيس والتزوير والتهويد التي تجري على قدم وساق.