الرقص والعري..الهوية التي أرادوها لمصر!
13 ذو الحجه 1435
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

عندما تم عزل أول رئيس مصري منتخب في تاريخ البلاد من قبل الجيش في يوليو قبل الماضي قيل وقتها أن الأمر لا يتعلق بهوية الرئيس الإسلامي والتيار الذي يدعمه وأن الشعب خرج ضد الرئيس الذي "فشل في إدارة البلاد وأن الموضوع لا علاقة له من قريب أو بعيد بالهوية الإسلامية"! وبعد مرور فترة من الزمن وانتخاب قائد الجيش السابق المشير السيسي رئيسا للبلاد قالها صريحة: إن عزل الرئيس مرسي جاء للحفاظ على هوية البلاد! ولم نعرف ماذا يقصد بالضبط هل أراد الرئيس مرسي وجماعته نشر الرقص والعري مثلا أو أنهم أرادوا منعه وما هي هوية مصر بالضبط التي أراد السيسي الحفاظ عليها؟ ولماذا تأخر الإعلان عن موضوع الهوية كل هذه المدة؟..

 

طوال حكم الرئيس مرسي لمصر لم تتغير الكثير من القوانين والشرائع لأن البرلمان تم حله ولم يرد الرئيس مرسي إصدار قوانين قبل انتخاب برلمان جديد يقوم بتنفيذ الدستور الجديد الذي وافق عليه غالبية الشعب رغم الهجوم الإعلامي المدبر عليه وثبت أن كل ما قيل حول وجود جماعات تقوم بتطبيق الشريعة على المواطنين كان من قبيل الزيف والادعاء ولم يتم ضبط أي تنظيم يفعل ذلك لا في عهد مرسي ولا بعده واتضح انها كانت حلقة من الأكاذيب لتشويه التيار الإسلامي كله لمواجهة تصاعد شعبيته..ما قيل وقتها: إن الرئيس الإسلامي سيمنع العري في الأفلام والأعمال التلفزيونية وأن هذا سيمثل حجرا على "الإبداع والفن"! ومع ذلك ولأسباب كثيرة ذكرت بعضها آنفا لم يتغير شيء في منظومة القوانين التي تحكم هذه الموضوعات في عهد الرئيس مرسي, ولا أدري هل أصبحت هوية مصر هي العري والرقص في الأعمال الدرامية والأفلام ويراد الحفاظ عليها؟ هذا السؤال الأخير أجاب عنه أول وزير ثقافة في عهد عبد الفتاح السيسي وهو علماني يساري متطرف يدعى الدكتور جابر عصفور ومن أكبر قيادات الثقافة في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة الشعب المصري في 25 يناير..

 

هذا الوزير دافع بشدة في حوار مسجل بالصوت والصورة لقناة مؤيدة للسلطة القائمة حاليا عن الرقص بمختلف أنواعه والعري واعتبرهما من الثقافة والفنون الحضارية التي لا ينبغي أن تمنع بأي حال من الأحوال وانتقد بشدة الحجاب والنقاب وامتدح الفترة التي خلت فيها الجامعات المصرية منهما واعتبرها فترة "الفكر المتقدم والعقل المنفتح" ووصف غياب الطالبات المحجبات والمنتقبات عن جامعة القاهرة فى الماضى بأنه “أمر جيد” وأوضح أن نشر الصور العارية، نوع من "الجمال الإنسانى"، متسائلاً ما الضرر الذى قد يحدث إذا شاهد الابن لوحة عارية وماذا فى ذلك؟!ورفض منع أي نوع من الكتب حتى التي تخالف المقدسات الإسلامية! يعني الرجل لا ضير عنده في نشر كتب الإلحاد ومهاجمة الدين الإسلامي وشرائعه كما فعل هو في حديثه عندما هاجم شريعة الحجاب وستر العورات..

 

يا ترى هل هذه هي الهوية المصرية التي أراد السيسي الحفاظ عليها لذلك عين جابر عصفور وزيرا للثقافة من أجل ترسيخها؟ ولماذا لم نسمع بيانا للأزهر ولوزارة الأوقاف ولدار الإفتاء للدفاع عن شرائع وثوابت الدين الإسلامي التي اعتدى عليها مسؤول بهذا الوزن في الحكومة رغم أنهم كل يوم يصدرون بيانات ضد "الإرهاب" ويهاجمون فيها تيارات بعينها تتبرأ من العنف كل يوم وعاشت عشرات السنين لم توجه لها تهمة ارتكاب عملية عنف واحدة ؟!