28 ذو القعدة 1435
المسلم ــ متابعات

أكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي إنه يعتبر "ما حدث أمس باليمن أشبه بمقدمة انقلاب طائفي مسلح، على خيارات الشعب اليمني"، داعيًا كل من أهل اليمن إلى "تغليب لغة الحوار على لغة السلاح"، والحوثيين إلى "التعقل وتغليب مصلحة اليمن العامة على أي مصالح شخصية ، وليعلموا أن مستقبلهم مع اليمن، وليس مع أي بلد أو مشروع آخر".

جاء هذا في بيان أصدره الاتحاد ، مساء الإثنين، مذيل بتوقيع رئيسه يوسف القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي، وطالب فيه قادة الدول العربية بتحمل مسئولياتهم نحو اليمن.

وقال الاتحاد إنه "تابع بأسف وأسى بالغين ما حدث أمس الأحد  من اقتتال على أرض اليمن ، ومحاولة الانقلاب على الشرعية من قبل جماعة الحوثيين، وحدوث ما يمكن أن نطلق عليه بالخيانة الداخلية، وتغليب لغة السلاح على لغة الحوار "، موضحًا أن ما حدث في اليمن " ينذر بخطر كبير، ليس على اليمن فحسب، وإنما على المنطقة كلها".

كما شدد الاتحاد على انه "يعتبر ما حدث أمس باليمن أشبه بمقدمة انقلاب طائفي مسلح، على خيارات الشعب اليمني، والاتفاقيات التي وقع عليها من بعد ثورة الشباب اليمني العظيم، والتي ارتضاها أن تكون مرحلية حتى يتم بناء اليمن بناءً سليماً، من غير إقصاء أو تخوين، ولا فساد ولا تبعية، ولا قهر ولا ظلم "، معربًا عن شجبه "هذه الممارسات ذات التوجهات الطائفية المسلحة"، ودعا القائمين عليها إلى "مراجعة أنفسهم قبل أن يدخل اليمن في أتون حرب لا يعلم نتائجها إلا الله".

وطالب الاتحاد جماعة الحوثيين بـ"التعقل وتغليب مصلحة اليمن العامة على أي مصالح شخصية ، وليعلموا أن مستقبلهم مع اليمن، وليس مع أي بلد أو مشروع آخر ."

كما دعا  الاتحاد "أهل اليمن جميعاً بكل فئاتهم وطوائفهم، إلى أن تكون لغة الحوار هي الأساس بدلاً من لغة السلاح والاقتتال الداخلي ."

ووجه الاتحاد تحذير لكافة الدول التي ساهمت في وصول الحالة في اليمن إلى ما وصلت إليه (دون تحديد تلك الدول)، بأن "هذه المؤامرات لن تؤدي بالخير أبداً لا لليمن ولا للمنطقة بأسرها" .

 كما حذر الاتحاد من "مخططات التفتيت والتقسيم، التي تتعرض لها منطقتنا العربية خاصة، وكذلك المخططات الرامية إلى إقحام المنطقة في حروب وصراعات مستمرة تقضي على أي أمل في الوحدة وتنهك الأمة وتضيع ثرواتها".

وطالب الدول العربية والإسلامية "بتحمل مسئولياتهم تجاه اليمن وغيرها ، وتجنب الحساسية تجاه جماعات بعينها، وتغليب المصلحة العامة للأمة العربية والإسلامية على أي مصالح أخرى زائلة ، ونؤكد أن الأمة كلها في سفينة واحدة، وعلى الجميع الحفاظ عليها".

وفيما يلي نص البيان:

التاريخ: 27 ذو القعدة 1435 هـ
الموافق 22 سبتمبر 2014 م

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
يدعو أهل اليمن إلى تغليب لغة الحوار على لغة السلاح ،
ويشجب أي انقلاب عسكري أو طائفي على أرض اليمن ،
ويدعو الحوثيين إلى التعقل والعلم بأن مستقبلهم مع اليمن وليس مع غيره،
ويطالب قادة الدول العربية بتحمل مسئولياتهم نحو اليمن وغيره .
------------------------
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد؛
تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بأسف وأسى بالغين ما حدث أمس الأحد 21 سبتمبر 2014م من اقتتال على أرض اليمن الحبيب، ومحاولة الانقلاب على الشرعية من قبل جماعة الحوثيين، وحدوث ما يمكن أن نطلق عليه بالخيانة الداخلية، وتغليب لغة السلاح على لغة الحوار ، مما ينذر بخطر كبير، ليس على اليمن فحسب، وإنما على المنطقة كلها ، والاتحاد أمام هذه الممارسات التي يُشم منها رائحةالطائفية المسلحة التي حدثت أمس باليمن ، يؤكد على ما يلي :
1- يدعو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أهل اليمن جميعاً بكل فئاتهم وطوائفهم، إلى أن تكون لغة الحوار هي الأساس بدلاً من لغة السلاح والاقتتال الداخلي .
2- يعتبر الاتحاد العالمي ما حدث أمس باليمن أشبه بمقدمة انقلاب طائفي مسلح، على خيارات الشعب اليمني، والاتفاقيات التي وقع عليها من بعد ثورة الشباب اليمني العظيم، والتي ارتضاها أن تكون مرحلية حتى يتم بناء اليمن بناءً سليماً، من غير إقصاء أو تخوين، ولا فساد ولا تبعية، ولا قهر ولا ظلم ، كما يشجب الاتحاد هذه الممارسات ذات التوجهات الطائفية المسلحة ، ويدعو القائمين عليها إلى مراجعة أنفسهم قبل أن يدخل اليمن في أتون حرب لا يعلم نتائجها إلا الله عز وجل .
3- يدعو الاتحاد جماعة الحوثيين إلى التعقل وتغليب مصلحة اليمن العامة على أي مصالح شخصية ، وليعلموا أن مستقبلهم مع اليمن، وليس مع أي بلد أو مشروع آخر .
4- يحذر الااتحاد العالمي لعلماء المسلمين كافة الدول التي ساهمت في وصول الحالة في اليمن إلى ما وصلت إليه، وأن هذه المؤامرات لن تؤدي بالخير أبداً لا لليمن ولا للمنطقة بأسرها ، كما يحذر الاتحاد من مخططات التفتيت والتقسيم، التي تتعرض لها منطقتنا العربية خاصة، وكذلك المخططات الرامية إلى إقحام المنطقة في حروب وصراعات مستمرة تقضي على أي أمل في الوحدة وتنهك الأمة وتضيع ثرواتها .
5- يطالب الاتحاد الدول العربية والإسلامية بتحمل مسئولياتهم تجاه اليمن وغيرها ، وتجنب الحساسية تجاه جماعات بعينها، وتغليب المصلحة العامة للأمة العربية والإسلامية على أي مصالح أخرى زائلة ، ونؤكد أن الأمة كلها في سفينة واحدة، وعلى الجميع الحفاظ عليها.
اللهم اجمع قلوب أمتنا على الهدى، وقلوبها على التقى، ونفوسها على المحبة، وعزائمها على عمل الخير وخير العمل.

(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر : 10]

الأمين العام //                              رئيس الاتحاد
أ.د علي محيي الدين القره داغي //       أ.د يوسف القرضاوي