إذلال الكيان الصهيوني
4 ذو القعدة 1435
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

تعرض الكيان الصهيوني لإذلال أمام المقاومة الفلسطينية في غزة لعله الأكثر وجعا في تاريخه نظرا للملابسات المحيطة بما جرى من وضع المقاومة وقلة إمكانياتها والحصار المفروض عليها مقارنة بما يمتله الاحتلال من قوة وعتاد ودعم غير محدود...

 

الاحتلال الصهيوني عاش طوال تاريخه في المنطقة منذ أن استولى على الأراضي الفلسطينية بمساعدة الغرب وعلى رأسه بريطانيا على فكرة الترهيب بالقوة وتخويف محيطه بالسلاح والعتاد والعمليات العسكرية معتمدا في ذلك على تشتت وتفرق الدول العربية وعلى ابتزازه للدول الغربية القائم على أسطورة الهولوكوست وأنه سيحمي ظهرها ومصالحها في هذه المنطقة الحيوية والمليئة بالثروات التي تسيل لها اللعاب...

 

ومن هنا كان يدخل في جميع المفاوضات والمحادثات من موقع قوة حتى يحصل على أكثر مما يمكن أن يأخذه بالحرب ومع مرور السنوات تولدت عقيدة عند اليهود في الكيان الصهيوني أن العرب لا يمكن أن يقفوا في وجههم وأن قوة الردع الصهيونية المبالغ في ترويجها من قبل أجهزة الإعلام العالمية نجحت في إخافتهم وجعلهم لا يفكرون إلا في الحلول السلمية التفاوضية وبالتالي فمجرد التهديد بالحرب أو تنفيذ عمليات عنترية هنا أو هناك كفيلة بتكبيل أيديهم وهو ما استطاعت المقاومة نسفه من جذوره ..

 

لقد تجمع الكثير من اليهود خلال السنوات الماضية في الكيان الغاصب انطلاقا من هذه العقيدة التي أوهمتهم أنهم سيعيشون في رغد ورخاء وأمن إلا أن صواريخ المقاومة وقذائفها وإصرار رجالها على مواصلة الهجمات رغم الضغوط والجرائم الصهيونية ضد المدنيين هدمت هذه الأوهام وخلقت واقعا جديدا تمثل في هرب الكثيرين من الكيان الصهيوني للخارج وإعادة الكثيرين التفكير في جدوى الهجرة للكيان بعد أن اتضح لهم أنه لا أمن ولا أمان...

 

إن صورة فزع الجنود والمستوطنون وفرارهم إلى الملاجئ التي نقلتها أجهزة الإعلام العالمية كانت رسالة واضحة على أنه لا حل للقضية الفلسطينية دون الأخذ في الاعتبار مطالب المقاومة وحقوق الفلسطينيين وان الفتات الذي كانت تسعى إليه السلطة خلال مفاوضاتها الماضية مع الصهاينة لم يعد يروي فلسطينيا واحدا ولم يعد يرضي عاقلا واحد على وجه الأرض...

 

إن الاعترافات المتوالية من داخل الكيان بشأن الهزيمة التي لحقت به أمام هذه "البقعة الصغيرة المحاصرة والتي تصنع أسلحتها بأيديها وتفتقر للغذاء والدواء" هزت نظرية الأمن الصهيوني والعنجهية العسكرية للاحتلال..راهن نتنياهو على انهيار المقاومة وفقدانها للدعم الشعبي جراء الغارات المتتالية وشدة التدمير وحاول أن يراوغ خلال التفاوض ليحصل على أي نصر مزعوم ونفذ هجومًا دنيئًا على قيادات المقاومة خلال التهدئة ليكسر شموخ المقاومة ولكن الأمر لم يزدها إلى صمودا...المقاومة الفلسطينية أذلت الجيش الصهيوني وأذلت معه نظريات الاستسلام الذي يروجها الخاضعون في الإعلام والسياسة العربية والذين حاولوا إحباط المقاومة وإرغامها على الموافقة على تهدئة لا تلبي طموحات شعبها.