انقذوا "إسرائيل"!
25 رمضان 1435
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

منذ أكثر من 60 عاما زرع الاحتلال البريطاني الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية بفلسطين ومنحها شهادة الاعتماد وتخولها برعايته ثم جاءت من بعده الولايات المتحدة لتتعهد الكائن المغتصب وتدعمه بالسلاح والمال والحماية الغير محدودة ومعها الغرب كله من أجل التخلص من صداع اليهود في أوروبا وعملياتهم القذرة في عالم الاقتصاد والسلاح والحروب ولكي يضمنوا وجود جاسوس يدين لهم بالولاء في هذه المنطقة الاستراتيجية والتي أجبروا على التخلي عنها عسكريا في هذا الوقت بعد انتفاض شعوبها...

 

هذا الغرب الذي كون فيما بعد العديد من الهيئات الدولية الهشة لتتحدث باسمه وباسم مصالحه ومنحها ما يسمى بـ "الشرعية الدولية" لا يمكن أن يسمح بسقوط هذا الكيان الغاصب مهما كانت جرائمه ومهما تجبر وعلا وأفسد بل هو لا يستطيع أن يجبره على ما لا يريده في أحيان كثيرة لأن الصفقات والمنفعة المتبادلة بينهما تعطيه حق التدلل والرفض...الغرب الآن يدين "جرائم المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني ومقتل عدد من جنوده"! ويركز الإعلام الغربي المغرض على صواريخ المقاومة ورعب الصهاينة غير ملتفت في أحيان كثيرة لمأساة المدنيين والأطفال والنساء في غزة الذين يتعرضون لأبشع أنواع القصف والقتل دون وجود لأماكن آمنة يلجئون إليها باعتراف الأمم المتحدة..إن المنصف في الإعلام والسياسة الغربية يساوي بين الضحية والجلاد وإذا أدان القصف الصهيوني لغزة بأحدث الأسلحة التي وصلت إليها البشرية والتي تصل إليه من الغرب نفسه يدين أيضا ما يسميه "بهمجية المقاومة وصواريخها التي تخرق أمن الصهاينة"!..

 

هذا هو الحال الذي يصدره الإعلام الغربي وساسته للرأي العام العالمي الغاصب والمغتصب سواء, أصحاب الأرض وسارقوها يقفون في خندق واحد ويستحقون نفس اللوم والعتاب وعلى الجميع أن يتوقف عن استخدام السلاح!..

 

تجاهل مطلق ومطبق لحالة الشعب الفلسطيني في غزة المحاصر في أرضه منذ 10 سنوات تقريبا وهو يموت ببطء كل يوم من نقص الغذاء والدواء بينما يسعد المحتل بأرضه وخيراتها في انفتاح كامل على العالم يستقبل الدعم والمساعدات والمنح والسلاح وكل ما يحتاجه وعندما يعتدي على الفلسطينيين يكون الرد وقف إطلاق النار دون شروط!..

 

العجيب أننا نسمع نفس الكلام من الجامعة العربية ومن دول عربية كانت دوما تتباهى بوقوفها إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني, فهل أقل من رفع الحصار عن هذا الشعب أم أن غضب "إسرائيل" وأمريكا أهم عند البعض من دماء إخوانه في فلسطين؟! إلى متى تظل المتاجرة الرخيصة بقضية المسلمين والعرب الأولى ودماء أبنائها وإخضاعها للمصالح السياسية الداخلية الضيقة؟! كيف تترك دولة عربية إعلاميا على أرضها يمدح الاحتلال الصهيوني على ما يقوم به في غزة ويشيد به دون عقاب أو ردع؟! أين الأمن القومي العربي في ذلك؟! بل أين المروءة والنخوة العربية؟!