المحرضون على غزة
19 رمضان 1435
خالد مصطفى

في كل مرة يقوم الاحتلال الصهيوني بدك غزة وقتل وإصابة الآلاف من أبنائها وهدم مئات المنازل وضرب بنيتها التحتية يخرج علينا "كذابو الزفة" من الإعلاميين العرب الذين يكرهون حركات المقاومة خصوصا الإسلامي منها ويذرفون الدموع ويبدون تعاطفهم مع أهل غزة ويعربون عن دعمهم اللامحدود لأهلها وينددون بالعدوان الصهيوني الغاشم..

 

كما تقوم أجهزة الإعلام الحكومية في بعض الدول بإطلاق عدد من الأغاني الوطنية التي تشيد بصمود أهل غزة ضد العدوان ولا مانع من بعض التصريحات المؤيدة لوقف القصف رغم الحصار الذي يشاركون فيه...

 

كل هذا في محاولة للعب على وتر النسيان السريع للشعوب العربية بعد أن ظلوا لشهور عديدة يحرضون الاحتلال على قصف وقتل الفلسطينيين باتهاماتهم الكاذبة لحركة حماس والادعاء أنها حركة تمارس وتدعم ما يسمى "الإرهاب" وتتدخل في شؤون الدول العربية دون أي يقدموا دليلا واحدا دامغا على أكاذيبهم, مقدمين أفضل الدعم للاحتلال الغاشم من أجل أن يقوم بمجازره معتمدا على كلام هؤلاء الإعلاميين العرب ومن يدفعونهم من مسؤولين يتحدثون الآن عن تهدئة تخدم الاحتلال أكثر مما تخدم الفلسطينيين..

 

تشهد معظم قنواتنا الفضائية العربية التي تعد بالمئات حالة من التناقض العجيب فمنذ عام كامل وهي تهاجم حماس وتهاجم غزة المحاصرة والصامدة بحجة أنها "حركة متطرفة" و"تدعم التطرف" وإقامة "الخلافة الإسلامية" وأن لها علاقات بداعش أو بالقاعدة وتفبرك التصريحات من هنا وهناك ويخرج محللون عسكريون على علاقة وثيقة بالكيان الصهيوني ليهاجموا الحركة دون إشارة للإجرام الصهيوني تجاهها محاولين صرف انتباه الناس عن العدو الحقيقي للامة الإسلامية والعربية وهو الكيان الصهيوني الذي دخلوا معه في محادثات سرية وعلنية  اقتصادية وسياسية وأمنية..لم نعد نسمع في هذا الإعلام منذ أكثر من عام إلا أن عن "شيطان حماس" حتى بدأ الناس يتساءلون إذا كانت حماس هي التي تحاصر وتقصف وتقتل المدنيين أم "إسرائيل؟!

 

في هذا الوقت حاولت حماس إظهار حسن نواياها ووافقت على حكومة فلسطينية موحدة ليقف الشعب الفلسطيني جبهة واحدة أمام الاحتلال إلا أن ذلك لم يشفع لها  واستمر الهجوم في كل اتجاه والكذب ليل نهار تمهيدا لما هو آت حتى حدث العدوان الصهيوني وبدأ المحرضون كعادتهم يتلونون ويظهرون خلافا لما يبطنون لخداع الشعوب البسيطة, بعد أن اتضحت حقيقتهم طوال العام الماضي...

 

الآن بدأت محاولات البحث عن مخرج بشكل سريع ليس حقنا لدماء اللفلسطينيين ولكن حفظا لماء وجه الاحتلال الذي وجد أن منظومته الصاروخية الحديدية أضحت ورقية وتحتاج إلى تدعيم وزيادة وتعديل بعد انكشاف ضعفها والرعب الذي صنعته صواريخ المقاومة في نفوس الصهاينة, وبدأ الترويج للمبادرة بشكل إعلامي واسع بعد أن وافقت عليها أمريكا و"إسرائيل" ودون عرضها حتى على حماس أو فصائل المقاومة الأخرى لكي يناقشوها ويعرضوا رؤيتهم فيها, وكأنهم لا وزن ولا اعتبار , وهو ما يدعم صف الاحتلال وموقفه وهو الذي وافق سريعا على المبادرة بعد أن كان هو من يماطل في المرات السابقة...لماذا إرادة التهوين من قدرات المقاومة عند بعض العرب رغم أنها قوة لهم أمام عدو لا يعرف إلا مصالحه وأطماعه التوسعية؟! ..

 

لقد كشف محللون وصحف ومسؤولون صهاينة عن راحة عبرت عنها أطراف عربية لشن هجمات على غزة لتركيع وإضعاف حماس.. فهل هذه المبادرة تأتي في هذا الإطار؟ خصوصا مع عدم وضع اعتبار لإزالة الحصار المستمر منذ 10 سنوات على غزة ..إلى متى يُضرب الفلسطينيون ويكون غاية المنى عند بعض العرب هو إيقاف الضرب فقط بشكل مؤقت وليس رفع الظلم بشكل نهائي؟