ذريعة طهران للتدخل العسكري لصالح المستبدين
20 شعبان 1435
تقرير إخباري ـ المسلم

كما أن للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين شماعة وذريعة لقتل أهل السنة وإعلان حالة الحرب المفتوحة عليهم , والتي تتمثل بوصفهم ونعتهم زورا وبهتانا "بالإرهاب" , ليكون ذلك الوصف كافيا لتبرير التدخل العسكري ضدهم في أي مكان في العالم .
فإن طهران - أسوة بأمريكا والغرب - أوجدت لنفسها شماعة وذريعة للتدخل العسكري في الدول العربية والإسلامية , ألا وهي "حماية الأماكن الشيعية المقدسة , المتمثلة بمراقد آل البيت المزعومة في كل من العراق وسورية وغيرها , وهو ما يظهر بجلاء الأهداف و السياسة التوسعية الإيرانية في المنطقة .
لقد اتخذت طهران من حماية الأماكن المقدسة ذريعة للتدخل العسكري في سورية لصالح طاغية الشام بشار , بعد أن رأت انهيار جيشه الطائفي وشيكا , وأن انتصار الثورة السورية لن يكون في صالحها كما تعتقد .
ولا يمكن إنكار ما لمثل دعوة حماية الأماكن المقدسة الشيعية من أثر في نفوس شباب الرافضة ورجالها , حيث ملئت أذهانهم وعقولهم وأفئدتهم بتقديس وتعظيم هذه الأماكن إلى حد العبادة , حيث تعتبر زيارة هذه الأضرحة والمراقد عند الرافضة أهم وأعظم من زيارة الكعبة المشرفة وزيارة المدينة المنورة !!
وها هي طهران تستخدم نفس الذريعة ونفس الشماعة لتبرير تدخلها العسكري السافر في العراق لصالح المالكي الذي استبد بحكم العراق , وأقصى أهل السنة نهائيا عن السياسة والحكم , بل مارس ضدهم كل أصناف الظلم والاضطهاد من قتل وتشريد واعتقال .
ولقد جاء استخدام ذريعة الدفاع عن الأماكن المقدسة الشيعية للتدخل العسكري لصالح المالكي من رأس السلطة الإيرانية , حيث أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده لن تدخر جهدا لحماية الأماكن المقدسة لدى الشيعة في العراق إزاء التهديدات التي تتعرض لها من قبل من سماهم الإرهابيين .
وقال روحاني في خطاب ألقاه في خرام آباد القريبة من الحدود مع العراق : "بالنسبة إلى الأماكن المقدسة للائمة الشيعة (في العراق) كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء، نحن نحذر القوى العظمى والقتلة والإرهابيين من أن الشعب الإيراني العظيم سيبذل كل ما بوسعه لحمايتها".
وأضاف روحاني : أن كثيرين عبروا عن استعدادهم للذهاب إلى العراق للدفاع عن المراقد المقدسة "ووضع الإرهابيين في حجمهم الطبيعي" كما يزعم , وأضاف أن مقاتلين مخضرمين من سنة وشيعة وأكراد العراق "مستعدون للتضحية" في مواجهة قوات المتشددين .
ومن المعلوم أن هذه المدن العراقية الأربع - كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء - تضم أضرحة أئمة الشيعة - وفق المعتقد الاثنى عشري - فتحوي كربلاء قبر الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما , كما تحوي سامراء "مرقد الإمامين العسكريين؛ علي الهادي الإمام العاشر، وحسن العسكري الإمام الحادي عشر" .
ويعتبر الرافضة أن أكثر المراقد قدسية في دينهم هي مراقد الأئمة الأحد عشر، وهي موزعة على ثلاث دول؛ العراق وإيران والسعودية، ثم تلي هذه المراقد في القدسية، مراقد آل البيت من نسل هؤلاء الأئمة .
كما تعتبر زيارة المراقد من أهم الشعائر التعبدية في الدين الرافضي ، ويطلق عليها اسم "حج العتبات المقدسة"، فعامة الشيعة لا يحرصون على الصوم والصلاة حرصهم على حج العتبات المقدسة، ويتفاخر الشيعة ويتباهون بأن حجاج كربلاء أو مشهد أو النجف أكثر من حجاج بيت الله الحرام , حيث يتوجه مئات آلاف الإيرانيين كل عام إلى العراق لزيارة هذه الأماكن المقدسة .
وعادة ما تحاول طهران استغلال هذه الأماكن المقدسة سياسيا , من خلال التغيير الديمغرافي للأماكن المقدسة بتكثير الشيعة على حساب أهل البلد , وهو تماما ما حدث في كربلاء والنجف وسامرا في العراق , وكذلك في منطقة السيدة زينب ورقية وغيرها في دمشق وريفها , حيث غدت هذه الأماكن عبر مرور الوقت دويلات مستقلة داخل الدولة الأم .
ومن هذا الباب يمكن فهم كلام روحاني وتهديده بالتدخل العسكري في العراق , والذي بدأ فعلا منذ أيام حسب ما كشفت صحف بريطانية وغربية , من خلال إرسال 2000 من قوات الباسيج قد دخلت العراق فعلا , ناهيك عن قيادة قاسم سليماني قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني عمليات الدفاع عن بغداد .
إن استخدام المعتقدات الشيعية الباطلة ذريعة لمحاربة أهل السنة في البلاد العربية والإسلامية أضحت سياسة إيرانية مكشوفة , وقد ظهر ذلك جليا في التعاون الإيراني مع الأمريكان ضد سنة العراق منذ عام 2003م , ليزداد وضوحا في تدخل الرافضة مع بشار ضد الشعب السوري السني , لتأتي أحداث العراق الحالية لتأكد المؤكد وتوثق الموثق .
فهل بعد كل هذا يمكن لعاقل أن ينفي أو يشكك في عداء الرافضة لأهل السنة ؟؟ أو يشكك في التحالف الأمريكي الإيراني ضد أهل السنة في المنطقة ؟؟