أنت هنا

26 رجب 1435
المسلم ـ متابعات

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إلى ضرورة وضع إستراتيجية إعلامية تدافع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية وخاصة قضية فلسطين وتحفظ حقوقها في مواجهة دعوات التفريط والتنازل وحملات التشويه والتضليل، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة دعم خط المقاومة لاسترداد الحقوق، مستنكرًا تقزيم قضية فلسطينية ووصف المقاومة بـ"الإرهاب" واعتبار سلاحها خارج عن الشرعية.

وأوضح هنية في كلمة له صباح اليوم عبر "الفيديو كونفرنس"، في مؤتمر اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في العاصمة الإيرانية طهران إن المعركة الإعلامية لا تقل ضراوة عن المعارك الأخرى ، فقضية فلسطين ليست قضية إنسانية وحسب بل هي قضية سياسية بامتياز قضية عقائدية فكرية حضارية، هذه القضية يراد الآن تقزيمها وتهميشها عبر بعض وسائل الإعلام بكافة أشكالها.

 

واستنكر هنية وصف المقاومة بـ"الإرهاب" واعتبار سلاحها خارج الشرعية، مشيرا إلى أن حملات التشويه والتضليل الإعلامي وصلت إلى حد حصر قضية فلسطين في غزة والضفة.

 

ولفت أيضا إلى أن بعض وسائل الإعلام كانت تبرر العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 وعلى غزة عام 2008 ، بزعمها أن المقاومة هي التي دفعت الاحتلال لارتكاب جرائمه بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني.

 

ومن وسائل التضليل الإعلامي أيضا، أوضح هنية أن الإعلام يتناول حق عودة اللاجئين في إطار الحل الأمريكي الصهيوني، فضلا عن قلب المعاني وتزوير الحقائق وتغيير المدن والشوارع في فلسطين.

 

واستغرب كيف لبعض وسائل الإعلام لا يروق لها أن تذكر اسم "شهيد" عبر وسائلها وتقول عنه "قتيل" في مقابل ذلك تعتبر ما يقوم به الاحتلال مشروع ودفاع عن النفس.

 

وأكد رئيس الوزراء على ضرورة مواجهة حملات التشويه والتضليل هذه، وإعادة تجسيد قضية فلسطين كقضية الأمة ، وأن يعيدوا الحقوق إلى ذاكرة الأمة دون تشويه ، والتأكيد على الأرض والإنسان والهوية والأسرى والمسرى والعودة.

 

وقال: "إن على الإعلام أن يحافظ على بوصلة فلسطين والقدس التي توحد الأمة بعيدا عن المعارك الإعلامية الجانية التي تخدم أعداء الأمة"، مشيرا إلى أن الأمة إذا كانت بخير وعافية كانت فلسطين كذلك.

 

كما حذر من مخططات الاحتلال المتواصلة لتغيير معالم المدينة المقدسة عبر التهجير والتهويد في ظل انشغال الأمة بشؤونها الداخلية ومعاركها الطائفية.

 

ونوه هنية في هذا السياق، إلى أن حركة حماس تتنازل عن الحكومة من أجل استعادة لحمة الوطن وإنهاء الانقسام وتأكيدا على الوحدة هي السلاح الأمضى لاستعادة الحقوق والوطن، وشدد على " أننا لن تتنازل ولن نساوم أو نفرط بأرضنا أو بحقوقنا".

 

وأشار رئيس الوزراء الفلسطيني إلى ضرورة تبني استراتيجية إعلامية تعلي من شأن الأمة وتحمي وحدتها التي هي سر قوتها، وقال في كلمته: "إننا بأمس الحاجة إلى استعادة وحدة هذه الأمة وأدعو الإعلام على التركيز على المشتركات وتحييد الخلافات والصراعات وعدم إثارة النعرات والفتن الطائفية"، محذرا من الوقوع في المخططات التي يراد منها تمزيق الأمة وتشتيتها.

 

وقال هنية: "إن المقاوم الذي يحمل البندقية لابد أن يقف خلفه مقاوم يحمل القلم"، مضيفًا " التكامل بين مقاومة الطلقة والرصاصة ومقاومة الكلمة لازم وضروري حتى إنجاز مشروع التحرر الوطني".

وختم كلمته في المؤتمر بالتأكيد على أن الكلمة لا تقل أهمية عن الرصاصة وعلى ضرورة وضع استراتيجية إعلامية داعمة وسندا للمقاومة والتحرير في فلسطين وتبني قضية المسرى الذي يتعرض للتهويد والأسرى الذين يخوضون إضربًا مفتوحًا عن الطعام دخل شهره الثاني.