أنت هنا

4 جمادى الأول 1435
المسلم ـ صحف

رفض مستشفى تابع للصليب الأحمر في النمسا استقبال دم شاب سعودي وعدد من المسلمين للتبرع بدمائهم في حملة نظمها أعضاء الجمعية الإسلامية في مدينة لينز، وتلقوا عبارات لاذعة تقول إن المستشفى لا يقبل دماء المسلمين.

وقال احد المتبرعين السعوديين أنه كان في زيارة تجارية للنمسا، وشارك في حملة للتبرع بالدم، نظمتها الجمعية الإسلامية في لينز، وقام بالتبرع بدمه، وشارك عدد كبير من المسلمين من جميع الجنسيات في حملة التبرع ــ بحسب ما نقلت عنه "سبق" ــ

وأكد أنهم حين توجهوا إلى الصليب الأحمر بالمدينة فوجئوا برفض الطبيبة المسؤولة استقبال دمائهم، وقالت لهم بعبارات لاذعة "لا نقبل دماء المسلمين، ولا نقبل دماء الأتراك".

بدورهم، قام المسؤولون في الجمعية برفع شكوى ضد الطبيبة لمدير الصليب الأحمر في المدينة، أكدوا خلالها أنه تمت معاملتهم بعنصرية؛ وعليه قدم مدير الصليب الأحمر بالمدينة اعتذاره للمسلمين، مشيراً إلى أن فيروس التهاب الكبد الوبائي (ب) منتشر في دول جنوب وشرق أوروبا؛ لذلك تم رفض الدماء.

من جهته، قدم مساعد السكرتير العام لمؤسسة الصليب الأحمر النمساوية اعتذاره للمشاركين في حملة التبرع بالدماء وللمسلمين، مدعيًا أن السبب الحقيقي هو انتشار فيروس الكبد الوبائي بين المهاجرين في جنوب وشرق النمسا؛ لذلك يتم رفضهم في المستشفيات، إلا أنه أكد أن ما تلفظت به الطبيبة أمر مرفوض تماماً، ولا يمكن قبوله، مؤكداً أنه سيتم التحقق من الأمر.

وكان طبيب نمساوي من منظمة الصليب الأحمر الدولية قد انتقد حملة تبرّع بالدّم تقوم بها جمعية خيرية إسلامية، زاعماً أنّ "دماء المسلمين فاسدة لأن غالبيتهم يعانون من الالتهاب الكبدي الوبائي (ب)".

ووفق موقع "وورلد بوليتين"، فإن تصريحات الطبيب أثارت استغراب منظمي الحملة الذين تواصلوا مع الطبيب شخصياً وانتقدوا تصريحاته، مؤكدين أنّ "لا علاقة بين الأمراض والخلفيات الدينية والعرقية للأفراد".

وبحسب صحيفة الحياة اللندنية، أكد رئيس المركز كريستيان غابرييل أن "لا معايير دينية للتبرع بالدم"، لكن الصليب الأحمر يتفادى قبول دم من الجمعيات الخيرية وأكدّ أنّه سيحقق في المسألة.

يذكر ان الجالية الاسلامية في محافظة النمسا العليا قد عبرت في فبراير الماضي عن غضبها الشديد وشجبها لاقدام الصليب الاحمر في المحافظة على رفض تسلم كميات الدم التي تبرع بها المسلمون في المنطقة.

ودانت الجالية الاسلامية بشدة في بيان اصدرته آنذاك في مدينة لينتز عاصمة محافظة النمسا العليا هذا التصرف الذي يمثل تمييزا دينيا ضحيته المسلمون.

واضاف البيان نقلا عن منظمة الصليب الاحمر النمساوي في المحافظة ان الاشخاص الذين لهم اصول اسلامية من الاتراك وغيرهم غير مؤهلين طبيا لاحتمال اصابتهم بالتهاب الكبد من الفئة (ب) المنتشر في منطقة جنوب شرقي اوروبا.

واستنكر احد الاطباء هذه الممارسات مشيرا الى ان اغلب المسلمين النمساويين ولدوا وترعرعوا في النمسا وخضعوا مثل غيرهم من النمساويين للرقابة الطبية النمساوية الا انه يبدو ان اطباء الصليب الاحمر النمساوي في محافظة النمسا العليا لا يقيمون وزنا لكل ذلك.

 

وتمثل الجاليات من الدول الاسلامية في النمسا 90 في المئة من المسلمين في النمسا البالغ عددهم 500 ألف نسمة الامر الذي يزيد من مساهمة المسلمين في اثراء الثقافة والوعي والادراك الانساني لمعاني الحرية والتعاون لما فيه خير المجتمع الذي يعيشون فيه.

وتعد النمسا أول بلد اوروبي اعترف بالدين الاسلامي منذ اكثر من مئة عام كدين رسمي في البلاد وسمح بتدريسه في مدارسها الرسمية في حين لاتزال دول عدة لم تعترف به حتى الان رغم وجود اكثر من 25 مليون مسلم في اوروبا واكثر من ملياري مسلم في العالم.